للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّه عزيز يا أبناء اللَّه) (١).

ويقول على لسانه أيضًا:

(أراد اللَّه أن تجلى محاسنه، وتستعلن أنواره

فأبدع من أثير القدرة العليا مثالًا، صاغه طينا

وألقى بين جنبيه ببعض الفيض من ذاته.

وجلّاه، وزينه، فكان صنيعه الإنسان

فنحن له كمرأة، يطالع فوق صفحتها

جمال الذات مجلوًا، ويشهد حسنه فينا

فإن تصف قلوب الناس، تأنس نظرة الرحمن

إلى مرآتنا، ويديم نظرته، فتحيينا

وإن تكدر قلوب الناس يصرف وجهه عنا

ويهجرنا ويجفونا) (٢).

وأقواله المليئة بهذا الخلط الابتداعي الفلسفي الاتحادي كثيرة في مسرحيته التي سماها "الحلاج" فمرة يقول هو بضعة من اللَّه تعالى وتقدس (٣)، ومرة يعبر عن هيكل الإنسان بأنه بعض من اللَّه تعالى:

(بلى فالهيكل المهدوم بعض منه إن ظهرت جوارحه

وجل جلاله متفرق في الخلق أنوارًا بلا تفريق) (٤).

وغير ذلك من الكلمات والعبارات المأخوذة من ملاحدة الصوفية،


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٤٨٦ - ٤٨٧.
(٢) المصدر السابق: ص ٤٩٩ - ٥٠٠.
(٣) انظر: ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٥٠٣.
(٤) المصدر السابق: ص ٥٠٣ - ٥٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>