للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدرع أمس في ذي قار

بدرع من دم النعمان في حافاتها آثار

إله محمد وإله آبائي من العرب

تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوار

وفي يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار

وأبصرناه يهبط أرضنا يومًا من السحب:

جريحًا كان في أحيائنا يمشي ويستجدي

فلم تضمد له جرحًا

ولا ضحى

له منا بغير الخبز والأنعام من عبد. . .

. . . أعاد اليوم، كي يقتص من أنا دحرناه

وأن اللَّه باق في قرانا، ما قتلناه

ولا من جوعنا يومًا أكلناه

ولا بالمال بعناه. . .) (١).

سبحان اللَّه ما أعظم حلم اللَّه على من قال هذا ومن طبعه ومن كتبه ومن نشره، ومن أشاد بصاحبه وامتدحه، أمثل هذا يقال أن شعره وكتاباته من (أعمال الرؤيا الحضارية الواعية ويمثلها خليل حاوي وعبد الصبور وحسب الشيخ جعفر والسياب)؟ (٢).

وأي رؤيا حضارية واعية في هذا القول وأشباهه؟ وما أكثر أشباهه، والتي منها قوله:


(١) ديوان السياب: ص ٣٩٥ - ٤٠٠.
(٢) الفنون الصغرى السفر الخامس: ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>