للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كفرت بأمة الصحراء

ووحي الأنبياء على ثراها في مغاور مكةٍ أو عند واديها. . .

. . . لست لأعذر اللَّه.

إذا ما كان عطف منه، لا الحب، الذي خلاه يسقيني

كؤوسًا من نعيم) (١).

ومن كلامه في مخاطبة اللَّه بما لا يليق به -جلَّ وعلا- قوله:

(أليس يكفي أيها الإله

إن الغناء غناء الحياه

فتصبغ الحياة بالقتام؟

تحيلني، بلا ردى، حطام:

سفينة كسيرة تطفوا على الحياة؟

هات الردى، أريد أن أنام

بين قبور أهلي المبعثرة

وراء ليل المقبرة

رصاصة الرحمة يا إله) (٢).

وهذه الأقوال من السياب كانت بعدما أضرَّ به المرض وشارف على الهلاك، وتاب وأناب على حد زعم بعضهم!!.

وهي وإن كان فيها التجاء إلى اللَّه تعالى إلّا أنه يخاطب اللَّه فيها بلا توقير ولا تعظيم ولا إجلال وهذه من نتائج تربيته الحداثية، التي علمته الاستخفاف باللَّه تعالى، وصنوه البياتي له في هذا الباب الكثير من الألفاظ،


(١) ديوان السياب: ص ٦٤٢.
(٢) ديوان السياب: ص ٧٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>