١ - التخلف الاعتقاديّ والثقافي والحضاريّ الداخلي في الأمة الإسلامية: وقد سبق بيان بعض ملامحه وهو الأساس لقابلية التبعية والاستعمار.
٢ - الحملة الفرنسية في عام ١٢١٢ هـ/ ١٧٩٨ م: ويعتبرها المنهزمون بداية الفتح العظيم، ومقدمة الانفتاح على العالم المتحضر، ويتحدثون عنها باعتبارها أعظم المآثر، وأفضل الإنجازات، ولم يذكر هؤلاء أنها كانت حملة صليبية، اتخذت من مصر قاعدة لقطع الطريق بين بريطانيا والهند بسبب التنافس الاستعماريّ.
جاءت الحملة الفرنسية ببعثة علمية وبمطبعة عربية لطبع الأوامر والتوجيهات والمنشورات "التحديثية" و"التقدمية"!! التي يصدرها الفرنسيون إلى المسلمين في مصر!!، وبدأ قائد الحملة ينفذ مخططه الصليبيّ بالمخادعة والتلاعب بالناس حين زعم أنه مسلم مثلهم، وأول نقاط المخطط التي بدأ بتنفيذها فعلًا، محاولة تنحية الشريعة الإسلامية.
وبدأت المطبعة تطالب الناس وتقنعهم بالخضوع للحملة الفرنسية ولأوامرها وإرشاداتها التي لا تريد من ورائها سوى الخير للمسلمين!!، وأن الإيمان بالقدر يستلزم الاستسلام الكامل للفرنسيين وعدم مقاومتهم، وطبعت المطبعة القانون الذي كان يستهدف إبطال الشريعة الإسلامية بالتدريج.
وقامت "البعثة العلمية" -حسب تسميتها- بنبش آثار الوثنية الفرعونية لتربط المصري بها بدلًا من الإسلام أو على الأقل يتذبذب بين الإسلام والوثنية.
وجاءت الحملة معها بمجموعة من البغايا والساقطات، وأرسلتهن في الشوارع حاسرات مظهرات لمفاتن أجسادهن، مغريات للمسلمات بتقليدهن والسير على منوالهن.
وعلى كل حال فقد كانت هذه الحملة العسكرية الموجهة ضد المسلمين ذات أهداف استعمارية واعتقادية، وكان لها نتائج سياسية واقتصادية