للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصرانية، والثقافات الأجنبية من آداب الغرب وفلسفاته (١).

بل قرر مجموعة من الباحثين في تاريخ الأدب وأصوله الفكرية أن (جبران وزملاءه من كتاب الرابطة القلمية كانوا الرسل الأمناء الحقيقيون الذين راحوا يبشرون بالمباديء المسيحية الحقة) (٢).

ومن خدمات أصحاب الرابطة القلمية لأهل ملتهم النصارى الغربيين أنهم أرسلوا إلى مؤتمر الصلح الدولي المنعقد بعد نهاية الحرب العالمية الأولى رسالة ارتماء وعمالة جاء فيها: (. . . إن السوريين ليسوا بعرب، وإن اللغة العربية التي يتكلمون بها اضطرهم الفاتحون إلى استعمالها، بدلًا من اللغتين الآرامية الوطنية واليونانية اللتين كانتا اللسان الشائع في البلاد السورية) (٣).

وقد وقع على هذه المذكرة الخائنة الكاذبة: جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وغيرهما من أعضاء الرابطة (٤).

وفي شذرات سريعة يُمكن القول بأن هذه الطليعة النصرانية هم جذور أدب الحداثة اليوم، وقد كان الريحاني كما سلف راسخًا في الخيانة والعمالة المندسة تحت أثواب الأدب والثقافة والرحلات، وكان في نتاجه الشعري القليل محاكيًا ومقلدًا للشاعر الأمريكي "والت وايتمان" كما اعترف هو بنفسه (٥).

أمّا ميخائيل نعيمة فقد درس في روسيا القيصرية وتشبع بالأدب الروسي، وكان إضافة إلى نصرانيته يعتقد البوذية والهندوكية كما أكد بعض الباحثين (٦)، وكان ماسونيًا في حركة سورية الحرية التي تنادي بجعل سورية محمية أمريكية (٧).


(١) انظر: ذلك فما كتاب النثر المهجري لعبد الكريم الأشتر: ص ٢٤.
(٢) المصدر السابق: ص ٦٥.
(٣) المصدر السابق: ص ١٤٦ - ١٤٨.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ١٤٦ - ١٤٨، وممن وقع على المذكرة نسيب عريضة وعبد المسيح حداد ووليام كاتسفليس وأيوب ثابت ووديع ياحوط. في نتاجه الشعري القليل محاكيًا ومقلدًا للشاعر الأمريكي "والت وايتمان" كما اعترف هو بنفسه.
(٥) انظر: قصة الأدب المهجري لمحمد عبد المنعم خفاجي: ص ١٧٦، والتجديد في شعر المهجر لأنس داود: ص ٨٩.
(٦) انظر: التجديد في شعر المهجر: ص ٢٤٢.
(٧) النثر المهجري: ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>