للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا جبران فقد كان نصرانيًا، شهوانيًا، داعرًا، اتخذ نيتشه إمامًا له فوافقه في جنونه وإلحاده، وكان جبران ينسب عند أصحابه إلى الجنون (١)، وينسب عند أدونيس إلى الريادة في الحداثة ونقض الدين ومحاربة الربوبية والألوهية والنبوات والوحي، كما سوف يأتي بيانه.

أمَّا عبد المسيح حداد وهو أحد مؤسسي الرابطة القلمية فقد صرح بأن أعضاء الرابطة كانوا يرون أن الأدب العربي هو الوجه الآخر للإسلام ومن أجل ذلك وقفوا منه ومن اللغة العربية المواقف المعروفة (٢).

ومن هنا يتضح بالدليل المادي أن مآرب القوم ليست التجديد في الأدب والشعر، وأن هجومهم على القديم ومحاربتهم للتراث ليس مقطوع الصلة بأصول اعتقادات هؤلاء وتلامذتهم، وليس منتًا عن مخططات إخوانهم في الملة والدين من الأوروبيين (٣).

وسوف يأتي بإذن اللَّه تعالى في ثنايا هذا الفصل إثبات أثر النصارى الحداثيين في الحداثة العربية.


(١) انظر: أضواء جديدة على جبران لتوفيق صائغ: ص ٢٢٩، ١١٣، ١١٠، ١١١.
(٢) انظر: النثر المهجري: ص ٣٠.
(٣) من أسماء النصارى الذين شاركوا في الصراع ضد الإسلام باسم الفكر الحديث والأدب والتجديد: يوسف الخال، جبرا إبراهيم جبرا، أنسي الحاج، أميل حبيبي، غالي شكري، ادوار الخراط، لويس عوض، رشيد الضعيف، سلامة موسى، ألبير أديب، توفيق صايغ، خليل حاوي، أنطون سعادة، رينيه حبشي، إلياس لحود، جورج طراد، هنري زغيب، خليل خوري، أديب إسحاق، فرح أنطون، أنطون الجميل، رزق اللَّه حسون، شحادة الخوري، رئيف خوري، مي زيادة، جورجي زيدان، إلياس أبو شبكة، جميل صليبا، مارون عبود، سعيد عقل، مارون غصن الخوري، يوسف غصوب، فارس فليكس، أنيس فريحة، نقولا فياض، أنطون غطاس كرم، عيسى إسكندر المعلوف، غالب هلسا، ميشال سليمان، توفيق يوسف عواد، إلياس خليل زخريا، بول غيراغوسيان الأرمني اللبناني، أمين نخلة، خليل مطران، حنامنيه، غسان تويني، يوسف حبشي الأشقر، الشاعر القروي رشيد سليم الخوري، عبد المسيح الأنطاكي، بول شاوول، شربل داغر، عيسى الناعوري، أنطوان أبو زيد، امطانيوس ميخائيل، هنري القيم.
انظر عن هؤلاء ونماذج من أعمالهم في: كتاب المربد مواسم ومعطيات لعبد الحميد العلوجي، والصراع بين القديم والجديد لمحمد الكتاني ٢/ ١٢٣١ - ١٣٠٢، وتاريخ الشعر الحديث لأحمد قبّش.

<<  <  ج: ص:  >  >>