للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدروز (١) وإخوان الصفا (٢)،. . . . . . . .


(١) الدروز: فرقة باطنية تؤله الإسماعيلي الفاطمي المسمى الحاكم بأمر اللَّه، أخذت جُلَّ عقائدها من الإسماعيلية الباطنية، وتنتسب إلى تشتكين الدرزي المؤسس الثاني لعقيدة الدروز مع حمزة بن علي الزوزني المتوفى سنة ٤٣٠ هـ، وقد أسرع تشتكين في إعلان ألوهية الحاكم فأثار الناس عليه، وأغضب حمزة ففر إلى الشام، ودعا إلى مذهبه فظهرت الفرقة الدرزية المنتسبة إليه، وهم يلعنونه لخروجه عن تعاليم حمزة الذي دبر لقتله سنة ٤١١ هـ.
وهم متأثرون بالباطنية اليونانية وبالدهريين وبالبوذية وببعض فرق فلاسفة الفرس والهند والفراعنة القدامى، يتسترون بعقائدهم ولا يتلقى الدرزي عقيدته ولا يبوحون بها إلّا إذا بلغ سن الأربعين وهو سن التكليف عندهم، يعيشون في لبنان وسورية وفلسطين، ويمثلهم في لبنان الحزب الاشتراكي التقدمي برئاسة وليد جنبلاط، وفي فلسطين هم أشر على المسلمين من اليهود، ويعملون في الأمن والجيش اليهوديين.
ويعد حمزة عندهم بمثابة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عند المسلمين، ويعتقدون إضافة إلى تأليه الحاكم والقول بغيبته وأنه سيرجع، وينكرون الأنبياء والرسل ويسمونهم الأبالسة، ويعتقدون أن ديانتهم نسخت كل ما قبلها وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله كلها، ويقول بتناسخ الأرواح وينكرون المعاد وينكرون القرآن.
انظر: الموسوعة الميسرة: ص ٢٢٣ - ٢٢٧، وكتاب الحركات الباطنية للخطيب: ص ١٩٧ - ٣١٧، وكتاب عقيدة الدروز عرض ونقد لمحمد أحمد الخطيب.
(٢) إخوان الصفا: عصابة من الباطنيين اجتمعوا فصنعوا بضعًا وخمسين رسالة في الفلسفة والتشيع والباطنية وغيرها، ويقال: أن أحمد بن عبد اللَّه بن محمد أحد أئمة الإسماعيلية هو الذي ألفها، ولكن اختلاف أسلوبها يدل على صحة القول الأول، وتعتبر رسائل إخوان الصفا رسائل مقدسة -عندهم- تصل في قدسيتها إلى مرتبة القرآن العظيم، بل يعتبرون القرآن كتاب العامة ورسائل إخوان الصفا كتاب الأئمة، وطائفة الإسماعيلية بجميع فروعها تعظم هذه الرسائل، وتحتوي هذه الرسائل على الآراء الخفية للفاطميين والحشاشين والقرامطة والدروز، وهي خليط من العقائد والفلسفات شأن عقائد الإسماعيلية، ولذلك يجد الناظر في رسائل إخوان الصفا أقوال وعقائد الباطنيين والنصيريين والإسماعيليين والمعتزلة والمجوس والفيثاغوريين والافلوطنيين والوثنيين، وتوجد فيها أقوال هؤلاء جنبًا إلى جنب مع أقوال الأنبياء، وتمتلئ هذه الرسائل بالضلالات والخرافات والانحرافات ومنها: أنهم لا يؤمنون بختبم النبوة، ويرون أن الإنسان كلما ترقى في الدرجات وتوفرت فيه خصال أصبح نبيًا مرسلًا، ويرون أن الكتب المنزله لها ظاهر وباطن، ونادوا بوحدة الأديان، ولهم تسامح واضح مع النصرانية وعقائدها فيؤمنون بالصلب، وأن اللَّه أبًا تعالى اللَّه وتقدس، =

<<  <  ج: ص:  >  >>