انظر: الحركات الباطنية في العالم الإسلامي: ص ١٦٩ - ١٧٧، ١٧٩ - ١٩٥. (١) النصيرية: ويسمون بالعلويين وهي تسمية أطلقها عليهم الفرنسيون حين استعمروا سوريا تمويهًا وتغطية لحقيقتهم، وهم حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري، وهم من غلاة الشيعة ولا تصح نسبتهم إلى الإسلام، أسس هذه الفرقة محمد بن نصير البصري النميري المتوفى سنة ٢٧٠ هـ، حيث ادعى النبوة، وغلا في أئمة الشيعة ونسبهم إلى الألوهية، وأظهر معتقدات النصيرية تأليه علي رضي اللَّه عنه، وأن الإله ظهر في صورته إيناسًا لخلقه وعبيده، ويحبون ابن ملجم قاتل علي رضي اللَّه عنه ويترضون عنه ويزعمون أنه خلص اللاهوت من الناسوت، يعتقد بعضهم أن عليًا سكن القمر بعد تخلصه من الجسد، ويعتقدون أن عليًا قد خلق محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- وأن محمدًا خلق سلمان الفارسي إلى آخر سلسلتهم الخرافية. أباح ابن نصير نكاح المحارم، وأحل لهم اللواط بين الرجال، ولهم ليلة يختلطون فيها ويواقع فيها الرجال النساء، يعظمون الخمر ويسمونها النور، لا يصلون الجمعة، أمّا الصلوات الخمس فيصلونها على طريقة غير طريقة المسلمين حيث تختلف في عدد ركعاتها وليس فيها سجود ولا يتمسكون بالطهارة وليس لهم مساجد عامة، ولهم قداسات تشبه النصارى، ولا يعترفون بالحج بل يعتبرونه كفرًا وعبادة أصنام، ولا يعترفون بالزكاة، أمّا الصيام فهو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان، ويقولون بالباطن والظاهر في النصوص والعقيدة، ويدعون أنهم وحدهم الذين يعلمون باطن الأسرار، ويؤولون أحكام الدين وشعائره تأويلات باطنية، وقد اتفق أهل الإسلام على أن هؤلاء ليسوا من المسلمين، ولا تجوز مناكحتهم، ولا تباح ذبائحهم، ولا يدفنون في مقابر المسلمين بل هم أكفر من اليهود والنصارى وأكفر من كثير من المشركين. ولهم أعياد كثيرة توافق أعياد الفرس الوثنيين مثل عيد النيروز ويحتفلون بأعياد النصارى، وعيد الأضحى عندهم في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، ويوم "لام" وهو اليوم التاسع من ربيع الأول، ويقصدون به مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه فرحًا بمقتله. عقائدهم مستمدة من الوثنية القديمة وعباد الكواكب وتأثروا بفلسفة الأفلاطونية الحديثة، واستمدوا عقيدتهم من مذاهب الفلاسفة، وأخذوا عن النصرانية التثليث والقُدَّاسات وإباحة الخمور، ونقلوا فكرة الحلول والتناسخ عن المعتقدات الوثنية في الهند وآسيا الشرقية، ومعتقداتهم الشيعية مما قالت به الرافضة عامة والسبئية خاصة، =