للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحاول أن تكشف عن الأساطير الأصيلة -حسب زعمهم- للإنسانية خلف الأدب، كالأدب الإلهي والتضحية بالإله والهبوط إلى الجحيم، وغير ذلك مما نجد صداه في الكتابات الأدبية والعقائد المحرفة كالخطيئة والتكفير والخلاص في النصرانية، وكان لهذا المذهب الأسطوري جذوره في الدراسات النفسية وخاصة عند أتباع اليهودي فرويد (١) الذين كانوا ينظرون إلى الأسطورة على أنها حلم لفرد مكبوت، أمّا يونج (٢) ورهطه فقد نظروا إليها على أنها نَمط أولى للجنس البشري، لا ينم عن مرضه، بل ينم عن مشاركته الطبيعية في اللاشعور الجمعي، وهو المذهب الذي يقول به يونج، في مقابل اللاشعور الفردي الذي يقول به فرويد (٣).

وعلى ذلك فقد فلسف هؤلاء الأسطورة فلسفة تحاول وضعها في


= وتهتم بدراسة النظم الاجتماعية المختلفة دراسة مقارنة وخاصة نظم المجتمعات البدائية، والثقافية وتهتم بدارسة عادات الشعوب وتقاليدها دراسة تاريخية. انظر: الموسوعة العربية الميسرة ١/ ٢٣٥، والمفاهم والألفاظ في الفلسفة الحديثة ص ٣٨، والمعجم الفلسفي ص ٢٤.
(١) هو: سيجموند فرويد يهودي نمساوي، ولد سنة ١٣٧٢ هـ/ ١٨٥٦ م، وتوفي سنة ١٣٥٧ هـ/ ١٩٣٩ م، طبيب وأخصائي بالأمراض العصبية، وصاحب نظرية التحليل النفسي التي أعاد فيها جميع نشاطات الإنسان والمجتمع إلى الدافع الجنسي، وأصبح لنظريته هذه أكبر تأثير في الحياة الغربية، حيث سوغت لهم التوغل في الانحرافات تحت مسميات الكبت والتسامي واللاشعور والدافع الجنسي، كان يعالج مرضاه بالمخدرات، ولما اشتد عليه المرضى طلب من طبيبه أن يزيد له كمية المخدر الذي كان يتعاطاه حتى يعجل بهلاكه فهلك. انظر: الموسوعة الفلسفية ص ٣٠٧ - ٣٠٩، وتاريخ الفكر الأدبي الحديث ص ٧٤١.
(٢) هو: كارل غوستاف يونج أو "يونغ" عالم نفسي سويسري أسهم في بيان اللاشعور وفي تكوين الطب النفسي، ولد في ١٨٧٥ م وتوفي في ١٩٦١ م التقى بفرويد في فينا سنة ١٩٠٧ م فتعاونا على البحث في ميدان الأمراض النفسية، ثم استقل عن فرويد وأخذ ينقد مبالغاته الجنسية ونشر كتابه علم نفس اللاشعور المضاد لفرويد، واختير رئيسًا للجمعية الدولية للتحليل النفسي، توفي سنة ١٩٦١ م. انظر: موسوعة السياسية ٧/ ٤٨٥.
(٣) انظر: فوضى الحداثة: ص ١٧٨ - ١٨١، وهي مذكرة مكتوبة باليد للدكتور عبد اللَّه الحامد.

<<  <  ج: ص:  >  >>