للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندما لخص أدونيس فكر الثلاثة الذين أسسوا هذه الجماعة قال: (ويشترك هؤلاء الثلاثة من الناحية السياسية الاجتماعية، برفضهم الوضع السائد، وطموحهم إلى ما هو أفضل، ومن الناحية الثقافية بانحيازهم إلى الثقافة الإنكليزية، ومن الناحية المنهجية - الفكرية بتغليبهم العقل) (١).

وهذه الركائز إضافة إلى ما سبق تعطي إضاءة كافية حول الاتجاه الفكريّ لهذه الجماعة، وعمق التبعية الغربية التي سيطرت على أصحابها، رغم أنهم إذا قيسوا بمن جاء بعدهم من المتبعين للغرب والسائرين على منهاجه يعد هؤلاء من المحافظين التقليديين، حسب ما يطلقه غلاة الحداثيين (٢).

وليس من شأننا هنا التفريق بين هؤلاء وهؤلاء، وإنّما الشأن ذكر سلسلة الانحرافات.

٣ - جماعة أبولو (٣)، وقد تأثرت بالنزعة الغربية لمؤسسها الذي نشأ وتعلم وتأدب في إنجلترا وتزوج منها، وختم حياته بالعيش في أمريكا حيث مات ودفن هناك، وكان يتبع المذهب الرومانتيكي الإنجليزيّ، وتتلمذ منذ طفولته على شعر مطران واستمر حتى كبره معجبًا به إعجابًا أشبه بالتقديس والعبادة -حسب قول أدونيس (٤) - حتى قال مخاطبًا له:

(وهل أنا إلّا نفحة منك لَمْ تزل على عجزها ضمأى، وإن دمت قدوتي وما عابني إطراء حبي، فإنّما أعبر عن ديني وأنشر ملتي) (٥) ويكفي في تصور مقدار نبعيتهم الاسم الذي أطلقوه على حركتهم الفكرية


(١) المصدر السابق ٢/ ٧٦.
(٢) انظر عن جماعة الديوان: الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي ٢/ ٩٥٧ - ٩٧٨، والثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ٧٥ - ٩٠.
(٣) أنشأها أحمد زكي أبو شادي، وكان من أعضائها إبراهيم ناجي وعلي محمود طه، والشابي وصالح جودت.
(٤) انظر: الثابت والمتحول ٣ صدمة الحداثة: ص ١١٠.
(٥) أوردها أدونيس في الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>