للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن خليل مطران (١) هو رائد هذه التحولات، وطليعة التوجهات الحداثية وأستاذ الدعوة للعصرية المنافية للقديم كل القديم، وكبير دعاة التحرر من الأساليب القديمة ومن كل ما يذكر بها، ومن المروجين الأوائل لقضية التجديد في المضامين والتغيير الدائم (٢).

٢ - جماعة الديوان (٣)، وقد سعت هذه الجماعة -فيما سعت إليه- في تقليد المدرسة الإنجليزية والسير خلف مفاهيمها وحتى سلوكياتها، إلى حد أن رواد هذه الجماعة كانوا يقلدون حتى في سلوكهم الشخصيّ ما كان يفعله الإنجليز (٤).

وكانت هذه الجماعة تهدف إلى ("إقامة حد بين عهدين لم يبق ما يسوّغ اتصالهما"، وتصف هذا المذهب بأنه: "إنسانيّ، مصريّ، عربيّ. . . "، ويصل أصحاب الديوان إلى وصف هذا المذهب بأنه "أتم نهضة أدبية ظهرت في لغة العرب منذ وجدت" خصوصًا أنهم ينشئونه بحس تاريخي "والتاريخ يمضي بسرعة لا تتبدل، ويقضي أن تحطم كل عقيدة أصنامًا عبدت قبلها" وبهذا الحس يبدأون بنقد الشعر الذي سبقهم، ثم يخلصون بعد ذلك إلى عرض مبادئهم) (٥).


(١) ولد في بعلبك ١٢٨٩ هـ/ ١٨٧٢ م لأسرة نصرانية وأقام في مصر واتخذها موطنًا له واشتغل في تحرير الأهرام وفي عدد من كبريات الجرائد المصرية، وأصدر المجلة المصرية، وتولى إدارة الفرقة القومية في مصر، يسمونه شاعر القطرين مصر ولبنان، يعتبر أحد إرهاصات الحداثة الشعرية ومقدم دعاة التغريب، خاصة ناحية فرنسا التي أقام فيها ردحًا من الزمن وتشبع بما فيها، كان له صلات بحزب تركيا الفتاة والماسون، توفي سنة ١٣٦٨ هـ/ ١٩٤٩ م. انظر: تاريخ الشعر العربي الحديث: ص ١٩٣، والصراع ببين القديم والجديد ٢/ ١٢٧٦.
(٢) انظر ما كتبه عنه أدونيس في الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ٩٣ - ١٠٥ تحت عنوان "خليل مطران أو حداثة السليقة" المعاصرة.
(٣) مؤسسها ورئيسها عبد الرحمن شكري ومعه العقاد وإبراهيم المازني.
(٤) كان العقاد يقلد توماس هاردي في اقتناء كلب يصطحبه وسماه "بيجو" أسوة بالعادات الأوروبية، ولما مات كلبه الأثير رثاه العقاد بحزن بالغ. انظر: أدب الردة: ص ٢٢.
(٥) الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ٧٧، وما بين الأقواس الداخلية من كلام جماعة الديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>