للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ردد ذكرها مرات (١)، ومثلها الأقمار السبعة أو الكواكب السبعة التي تقول الأساطير الوثنية بأنها تؤثر في عالمنا الأرضي (٢)، ولم ينس المعبد الإغريقي دلفي (٣) ولا الفرعوني خوفو (٤)، وأمَّا الخرافة اليونانية سارق النار برمثيوس، فقد هام به هيام الجاهلي بصنمه، إلى حد جعله يصف نفسه بسارق النار في قصيدته سيرة ذاتية لسارق النار (٥).

غير أن البياتي أراد أن يخترع له رمزًا خاصًا وصنمًا باسم عربي يضم معاني أحب الأصنام والأوثان إليه، فعمد في تخابث مقصود إلى اسم عائشة وجعل من هذا الاسم رمزًا للأوثان السابقة ولدلالالتها عنده وعند أشباهه من الحداثيين، وهذا الرمز "عائشة" رمز أوجده أدونيس ثم تخلى عنه، فأخذه البياتي (٦)، وجعله اسمًا بديلًا للوثن عشتار الذي هام به، فأخذ ما تلقاه من كتب الأساطير عن عشتار وغيرها فوظفه باسم عائشة جاعلًا التجدد من خلال الموت أهم الخصائص، وفق عقيدته التي تلقاها عن الوثن أدونيس أو تموز.

يقول البياتي: (أمّا المرأة فهي رمز زمني وأبدي وأبوي، "عائشة" رمز زمني لأنها اسم امرأة من لحم ودم، ثم تطور هذا الرمز لهذه المرأة فأصبح أبديًا يمتد من عشتار سومر إلى عشتروت الفينيقية التي تحول اسمها إلى عائشة فيما بعده) (٧).

(وأن عائشة في "الذي يأتي ولا يأتي" و"الموت في الحياة" هي الرمر الذاتي والجماعي للحب الذي اتحد كل منهما بالآخر وحلا في نهاية الأمر


(١) انظر ديوان البياتي ٢/ ٣٠٠ - ٣٠١، ٣٠٢، ٣٨٦.
(٢) ٢/ ٢٨١، ٢٩٧، ٣٢٢، ٣٢٦، ٣٨٨، ٤١٨.
(٣) ٢/ ٣٨٢، ٣٩٨.
(٤) ٢/ ٤٥٤.
(٥) انظر: ٢/ ٣٣١، ٣٥٣، ٣٦٢ - ٣٦٣.
(٦) انظر: اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٢٩.
(٧) تجربتي الشعرية: ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>