للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشاد بدوره في (نقد الماضي العربي من الناحيتين الدينية والتاريخية) (١)، وأتى بجملة أقوال له في الهجوم على الحجاب وأحكام الشريعة وإيجاب التخلص من الماضي (٢).

غير أن الموضوع الذي أطنب أدونيس الكلام فيه، والذي جعله يشيد بالرصافيّ بسببه هو موقفه من الدين، وملخص ما جاء به أدونيس عنه هو إنكار الرصافيّ للدين والوحي والنبوة وإنكار الغيبيات ورفض فكرة العبادة والدين، والثواب والعقاب والجنة والنار، ورفض التشريعات (٣).

وأطنب في امتداحه والاستشهاد بكلامه في قضايا عديدة (٤).

٥ - جبران خليل جبران (٥)، يعتبره أدونيس المؤسس الأمثل والأعمق لرؤيا الحداثة (٦) ولم يطنب في الثناء على أحد في كتابه تلمود الحداثة كإطنابه في الثناء والامتداح لجبران، وقد اعتبره "نبيًا للحداثة" (٧) وأطنب في شرح ما سماه سمات نبوة جبران (٧)، وعن الوحي الذي يأتيه، والكشف عن الغيب والرؤيا الإشراقية التي زعم أنه يتحلى بها (٨).

وفي الوقت الذي يجحد فيه أدونيس الدين والغيبيات الدينية يؤمن بغيبيات إلحادية خرافية مثل غيبيات جبران وغيبيات الباطنية النصيرية وغيبيات الوثنية الإغريقية، ثم تحدث عن جحد جبران لوجود اللَّه تعالى من خلال الاستهانة به -جلَّ وعلا-، ورفضه لكل ما يجيء من عند اللَّه تعالى.


(١) المصدر السابق ٣/ ٦١.
(٢) المصدر السابق ٣/ ٦٢ - ٦٤.
(٣) المصدر السابق ٣/ ٦٥ - ٦٦.
(٤) المصدر السابق ٣/ ٦١ - ٧٢.
(٥) ستأتي ترجمته: ص ١٣٤ من هذا البحث.
(٦) المصدر السابق ٣/ ١٦٣.
(٧) انظر: المصدر السابق ٣/ ١٦٤ - ١٦٥، وسوف يأتي في الفصل الثالث من الباب الثاني تفصيل ذلك.
(٨) المصدر السابق ٣/ ١٦٦ - ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>