للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقرر أدونيس أن إبداع جبران يأتي من سخريته بالقيم الدينية والاجتماعية، وقدرته العالية على هدم الأفكار والمعتقدات الراسخة، والإتيان بآفاق العدمية، وذلك من خلال إعلانه -حسب قول أدونيس- قَتْل اللَّه -تعالى اللَّه وتقدس عما يقول الكافرون علوًا كبيرًا- الذي فتح المجال لحركة الإبداع الطويلة المدى (١).

وقد أثبتُّ في مواضع مختلفة من البحث نقولات عديدة من كلام أدونيس عن جبران الذي أطال فيه القول إطالة متعمدة لكونه يلتقي معه في المبدأ الإلحاديّ والمشروع التخريبيّ والردة الجاهلية والعمالة للأعداء (٢).

٦ - شعراء المهجر، وهؤلاء كانوا رأس حربة للغزو الفكريّ، والاستقطاب الاعتقاديّ لصالح الغرب، وقد انطلقوا في مواقفهم العدائية للأمة، من منطلق عقائدهم النصرانية، حيث كانوا وما زالوا يحملون أحقادًا صليبية متجذرة في نفوسهم، وكانوا وما زالوا ينتمون إلى بني ملتهم في الغرب.

وإذا كنت قد ذكرت جبران وحده، وهو أحد أعلام المدرسة المهجرية، فإن ذلك لا يعني أن بقية المهجريين كانوا عكسه، نعم كان جبران أخطر وأثره في الانحراف أعمق.

وكذلك بقية أدباء المهجر، وخاصة "الرابطة القلمية" التي ظهرت عام ١٣٣٨ هـ/ ١٩٢٠ م في نيويورك على يد مجموعة من نصارى لبنان (٣)، وأصدرت مجموعة من المجلات والنشرات والكتب، وكان من أهم سماتها كما قال أدونيس: (الاقتلاع المادي والمعنوي، وما يرافق هذا الاقتلاع من هزات انفعالية وفكرية. . .) (٤).


(١) المصدر السابق ٣/ ١٧٦ - ١٧٩.
(٢) المصدر السابق ٣/ ١٦١ - ٢١١.
(٣) أسس هذه الرابطة عبد المسيح حداد، ومن أعضائها جبران خليل جبران، ومخائيل نعيمة، وندره حداد، وألياس عطا اللَّه، ووليم كاتسفليس، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وإيليا أبو ماضي، ووديع باحوط. انظر: الثابت والمتحول ٣/ ١٦٢.
(٤) انظر: المصدر السابق ٣/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>