للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما مجلة الآداب فقد كانت غائصة في الوحل المادي القذر، في الوجودية وكان رئيس تحريرها وجوديًا سارتريًا، بشهادة أحد منظري الحداثة، وهو محمد جمال باروت حيث يقول: (لقد تركزت المعركة حول الوجودية التي تبنتها "الآداب" بزخم منذ أعدادها الأولى، ففي أعوام ١٩٥٣ - ١٩٥٦ م كانت الآداب منهمكة في ترجمة الوجودية، والبحث فيها عن ايديولوجيا للنخبة القومية. . .، وكان الهدف من ترجمة "الأيدي القذرة" لسارتر واضحة جدًّا في إثارة السبيل "لقادة الأحزاب العربية وأعضائها على السواء". . .، لقد كانت بواعث الترجمة أهم من الترجمة نفسها؛ ولذا فإن حقل الصراع سيتوجه أساسًا نحوها، إذ تتساءل "الثقافة الوطنية" إذا كان السيدان إدريس (١) وشويري من أتباع سارتر، أي إذا كانا يتطوران معه ويجاريانه في انفعالاته الفكرية وبادراته الإنسانية، فلماذا لم يعمدا إلى ترجمة الأبحاث القيمة إلى نشرها في مطلع الصيف الماضي في مجلة "الأزمنة الحديثة". . . ستقف الآداب في معركة الوجودية التي ثارت في مصر عام ١٩٥٥ كممثلة للوجودية الحقيقة. . .) (٢).

بل كانت الآداب وشعر تقومان بأدوار متماثلة في ترسيخ التبعية الغربية، وإشعال الحرب ضد الإسلام وما يتعلق به، وهذا ما قرره باروت في قوله: (. . . أن مشروعي "شعر" و"الآداب" كانا متماثلين بنيويًا ومتداخلين، ومتكاملين في إطار وحدة صراعهما وتناقضهما، والذي عبر عن الصراع الداخلي في المشروع الثقافي للنخبة القومية الليبرالية الوجودية في الخمسينات والستينات) (٣).

أمّا السياب فقد كان من أعمدة مجلة شعر.

أمّا صلاح وحجازي والبياتي فإنهم وإن لم يكونوا من الكتاب في


(١) المقصود سهيل إدريس رئيس تحرير مجلة الآداب، وهو وجودي داعٍ إلى الوجودية، وكذلك كانت مجلته في الغالب.
(٢) الحداثة الأولى: ص ٤٦ - ٤٧.
(٣) الحداثة الأولى: ص ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>