للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤكده جبران، ففي سنة ١٩١٩ م يخبر ماري هاسكل أنه رأى المسيح ولم يكن يحلم) (١).

فتأملوا يا أصحاب العقول كيف يجحد هذا الباطني حقائق الدين الثابتة، وينكر وجود اللَّه وألوهيته، ويسخر ويستهزئ بدين الإسلام كلما حانت له الفرصة، ثم ينحني هنا مصدقًا لأقوال الكافر الكذوب جبران، بل يؤكد أن أحلامه ومناماته لم تكن مجرد أحلام بل كانت حقيقة!!، فهل بعد هذا من شك في أن الهدف من كل الحركة الحداثية هو تخريب وتدمير عقائد المسلمين؟.

وفي رثائية حداثية يتوجه بها أدونيس لأستاذه النصراني ومعلمه التموزي أنطون سعادة بعد أن قتل، يحشد أدونيس المعاني والمضامين النصرانية، ويشرح ذلك محمد جمال باروت ويبين المرمى المعنوي من ذلك (٢).

وكتاب أدونيس "الثابت والمتحول" يعد عند الحداثين مثلما يعد كتاب "رأس المال" عند الشيوعيين، بل هو تلمود الحداثة، وميثاق عملها، ودستور منهجها، سار عليه الكثيرون وتشبعوا بما فيه، ولم يخرجوا منه إلّا بالعداوة لدين الإسلام واللغة العربية وهذا هدف كاف عند واضع الكتاب، ومن وراءه، بل هو أكبر الأهداف.

هذا الكتاب يصفه أحد النقاد الحداثيين وهو من أصل نصراني، بقوله: (وهذه الحملة في الواقع ليست على العربي كقارئ وناقد فقط، بل على العربي كعربي، ذلك أن العربي عند أدونيس كائن ماضوي لا يعيش في الحاضر، ولا يرى هذا الحاضر إلّا فيما بعد، بعد فترة طويلة من الزمن عندما يستعيده باسم الماضي، وهي حملة تضاف إلى حملته "الصليبية" على العرب في "الثابت والمتحول") (٣).

وكيف لا يكون كذلك وهو من تلاميذ كتب هنري لامنس (٤) اليسوعي


(١) الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ٢٠١.
(٢) انظر: الحداثة الأول: ص ١٥٧ - ١٥٨.
(٣) قضايا الشعر الحديث لجهاد فاضل: ص ١٤٢.
(٤) سبقت ترجمته ص ٧٢٠ من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>