للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرسم صورة وادعة كأحد المنصرين فيقول:

(ويداك، حبًا، ترسمان حمامة بيضاء تحتضن الصليب) (١).

ويتحدث عن العرب اللاجئين قائلًا:

(يا من رأى أحفاد عدنان على خشب الصليب مسمرين) (٢).

وكل أقواله المتضمنة لفظ الصليب والصلب لا تخرج من المضمون النصراني، ولا تحيد عنه.

ومن المصطلحات النصرانية التي ترددت في كلامه "دم المسيح" (٣) وإطلاقات لفظ "الصلاة" بمعناها عند النصارى (٤).

وبعد هذه الإشارات ينبغي القول بأنني أثناء اطلاعي على دواوين وكتابات الحداثيين لم أجد -من غير النصارى- إغراقًا في المفاهيم والألفاظ والعقائد والمصطلحات النصرانية مثل الذي وجدته عند البياتي، فهل كان ذلك لمجرد الموافقة؟ فبئس بها من موافقة!! أم أنه الاعتقاد الصميم، انغرس في قلبه من كثرة مخالطته لكتب وأشخاص النصارى من العرب إلى الروس ثم إلى الأسبان أخيرًا؟.

وهذه أقواله وهو يحارب الأديان ويرى أنها أفيون الشعوب، حسب عقيدته الشيوعية، فما الحال لو كان يعتقد غير ذلك؟.

علمًا بأن من كانت هذه أقواله، فلا يبعد أن يكون قد تحول إلى النصرانية بوجه من الوجوه، مع بقائه على شيوعيته في أوجه أخرى، ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل اللَّه له نورًا فما له من نور.


(١) المصدر السابق ١/ ٢٢٢.
(٢) المصدر السابق ١/ ٤٤٠، وأقوال أخرى في الصليب والصلبان. انظر: ١/ ١٣٩، ٢٦٥، ٣١٨، ٤٦٠، ٢/ ١٧، ١٢٤.
(٣) انظر: المصدر السابق ١/ ٤١٥، ٤٣٨، ٢/ ٩٥.
(٤) انظر: المصدر السابق ١/ ٢٧٥، ٢/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>