للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت حقيقة الدنيا. . .

رأيت اللَّه في قلبي) (١).

وسواء أراد الرؤية القلبية أو الرؤية البصرية فإن ذلك مما لا يليق إطلاقه على اللَّه وخاصة من إنسان عرف من كلامه الاستهانة باللَّه تعالى، كما في قصيدته "الناس في بلادي"، وها هو في هذه المقطوعة بعد أن ذكر هذا القول يواصل في وصفه لحاله، بأنه قد امتلأ بالحكمة فيقول:

(شعرت بأنني أصبحت قديسًا

وأن رسالتي

هي أن أقدسكم) (٢).

وهكذا يصبح قديسًا، ولم يقل أصبح عابدًا أو عالمًا أو ناسكًا أو زاهدًا أو حكيمًا أو أي وصف من الأوصاف المعروفة في تراث المسلمين، بل اختار أن يكون قديسًا، الوصف الذي يتداوله النصارى ويعرّفون به عبادهم، فالرؤية التي ذكرها والقداسة التي ادعاها تتناسب مع الاعتقاد النصراني في أن القديس عندهم يصل إلى درجة الرؤية وبها يصبح قديسًا.

وفي مقطوعة بعنوان "عيد الميلاد لسنة ١٩٥٤ م" -وهذا أيضًا من التأثر بالنصارى- يقول:

(يا عيد يا نبعي الكئيب، يا ذكر إنسان غريب

حمل الذنوب عن القطيع فمات من وقر الذنوب

يا لاهثًا فوق الصليب، يكاد يسألك الصليب

لم مت من دون الصليب) (٣).

فها هو يقرر عقيدة النصارى بتفاصيل خرافاتها، الفداء، وحمل خطايا العالم، وصلب المسيح. وكلها مسائل اعتقادية خالط فيها النصارى ومازجهم وتحدث وكأنه أحد كهنتهم!!.


(١) المصدر السابق: ص ١٧٧.
(٢) المصدر السابق: ص ١٧٨.
(٣) المصدر السابق: ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>