للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأدباء مصر من الحداثيين مشاركة فعالة في الأخذ من سراديب الكنائس.

ومنهم صلاح عبد الصبور، الذي وصفه عبد المعطي حجازي قائلًا: (استخدم صلاح التراث القديم وتراث الشعر الشعبي المصري، واستخدم كذلك حتى تراث الصوفيين، وتراث الكتب المقدسة وبالتحديد لغة التوراة والإنجيل، إلى جانب استفادته من ثقافته الإنجليزية) (١).

ولم يذكر القرآن ولا الكتب العربية كما نص على ذكر التوراة والإنجيل، وهذا قدر مشترك بين الاثنين في الإعجاب بالكتب المحرفة والتمدح بالاطلاع عليه، بل وبتأثره بلغة هذه الكتب.

فما ظنك بقوم هذه ثقافتهم التي يفتخرون بها، وهذه مرجعيتهم التي يؤول إليها فكرهم وشعرهم؟.

وهذه نماذج من أقوال المتتلمذ على تراث الكتب المقدسة، يقول في مقطوعة بعنوان "القديس" مصورًا نفسه في هيئة قديس، أو واصفًا أحوال وأعمال القديس:

(إليّ إليّ يا غرباء يا فقراء يا مرضى

كسيري القلب والأعضاء قد أنزلت مائدتي. . .) (٢).

ثم يصف جلوسه مع الكتب ويقول بأنها قالت له أقوالًا منها:

(وأن اللَّه قد خلق الأنام ونام

وأن اللَّه في مفتاح باب البيت) (٣).

تعالى اللَّه عما يقول علوًا كبيرًا.

ثم يقول بأنه (ذات صباح


(١) قضايا الشعر الحديث: ص ٢٦٠.
(٢) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ١٧٥.
(٣) المصدر السابق: ص ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>