للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها الصقر الإلهي ترفق) (١).

ويقول:

(كان، في كل مرمى، صليب وأم حزينة

قُدس الربُ

هذا مخاض المدينة) (٢).

وله أشياء أخر من هذا القبيل (٣).

ولم يجد أحد الدارسين لأعمال السياب إلّا أن يقرر بأنه يختلط فيه: (المتنبي بأليوت، وايديت ستويل بأراغون، شيوعي ولبرالي وقومي عربي وثوري وملحد ومؤمن، رجل يجمع كل المتناقضات في شخصه وثقافته وانتماءاته، أحدث ثورة في الشعر العربي. . .) (٤).

نعم السياب خليط متناقضات، بيد أنه لا يُمكن أن يجتمع في شخص واحد إيمان وإلحاد؛ لأن أحدهما بالضرورة ينفي الآخر.

وكما تأثر السياب بالإنجليزية ايديت ستويل فقد تأثر بأعظم ما يكون التأثير بأليوت (٥)، وسيأتي بيان نصرانية أليوت وتأثيره في الحداثيين العرب، ولعظم ما ملأ السياب شعره بالمضامين النصرانية ابتهج بذلك أحد رهبان النصارى، وتمنى أن يكون قد تبحر في معنى الصليب، ليهون عليه ما يبدو من عذاب في شعره، ثم قال: أليس هو الذي يقول: (أنا المسيح يجر في المنفى صليبه) (٦).


(١) المصدر السابق: ص ٤٣٠.
(٢) المصدر السابق: ص ٤٦٢.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٣٢٥، ٣٢٧، ٣٦٨، ٣٧٣، ٤٢٤، ٤٦١، وغيرها كثير.
(٤) دراسات في نقد الشعر لإلياس خوري: ص ٢٧.
(٥) الحداثة الأولى: ص ١٦٧، ١٦٨.
(٦) أسئلة الشعر: ص ٧٤ هامش رقم ٢٦، ونقل هذا القول عن مجلة الشرق البيروتية ٣٧٣٣ بين ١٣٨٢ - ١٣٨٨ هـ/ ١٩٦٣ - ١٩٦٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>