للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسماعيلية، وقد وضع في مدحه شاب يمني حداثي يدعى إسماعيل الوريث كلامًا بعنوان "من هموم ميمون القداح" قال فيه:

(يا ريحًا صارخة في أكواخ القش

مضى زمن مغلقة فيه المدن العباسية

هذا زمن الدعوة تحتضن البسطاء

نزلت الليلة في قلب مدينة من أهواه

أنصت إلى الهمسات المسموعة

عانقني شوق ناري في أعماق المقهورين

تحدر من عيني الدمع

الألق الموحي بالفجر) (١).

وقد كتب عبد اللَّه الزيد وهو حداثي من تلاميذ صغار الحداثيين مدحًا لصاحبه اليماني فقال: (من هذه الدوائر الشاعر الشاب إسماعيل الوريث، يحاول من خلال الشخصيات التاريخية -ميمون القداح- أن يكتب ظلالًا من المواقف الشجاعة، تتزامن مع الكلمة والمعنى الذي تؤديه وحدات القصيدة من هموم ميمون القداح) (٢).

هذا هو أخذهم من التراث، وهذه هي استفادتهم منه، يتقلبون بين الباطنية والصوفية الاتحادية والزنادقة والفلاسفة والفرق الضالة من الشيعة والخوارج والمعتزلة.

وهذا مما يؤكد أن الحداثة تستهدف بصورة مقصودة حرب هذا الدين القويم، وهدم أسسه ومبانيه، وجحد فضائله ومحاسنه، وإشاعة ما ظنه المارقون والشاكون عيوبًا ومثالب.


(١) مجلة اقرأ - العدد ٣٥٣، ومجلة الناقد - العدد الأول: ص ٣٦.
(٢) مجلة اقرأ - العدد ٣٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>