للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهناك أمثال يضربها الله تعالى للناس كقوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: ٧٥].

فهذا مثل لا يلزم أن يكون واقعًا وكذلك ما أشبهه في أمثال القرآن، وقد فات صاحب الرسالة الفرق بين هذين الأسلوبين، فأساء إلى نفسه وأساء إلى عمله.

ثانيًا: رأي الأستاذ أحمد أمين في الرسالة:

هذه الرسالة ليست عادية بل رسالة خطيرة، أساسها: أن القصص القرآني عمل فني خاضع لما يخضع له الفن من خلق وابتكار، من غير التزام لصدق التاريخ والواقع، وأن محمد - صلى الله عليه وسلم - فنان، وبهذا المعنى يرى المؤلف أن القصة في القرآن لا تلتزم الصدق التاريخي، وأنها تتجه كما يتجه الأدب في تصوير الحادثة تصويرًا فنيًا، بدليل التناقض في رواية الخبر الواحد.

١ - مثل أن البشري بالغلام كانت لإبراهيم وامرأته.

٢ - القصة مخلوقة مثل: {إِذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت} الآية.

٣ - والإجابة عن الأسئلة التي كان يوجهها المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليست تاريخية ولا واقعية، وإنما هي لتصوير واقع نفسي عن أحداث مضت في القدم سواء أكان ذلك الواقع النفسي متفقًا مع الحق والواقع أم مخالفًا له.

٤ - وربما كانت مسألة الجن، التي تصور رأي الجاهلية في تسمع الجن لأخبار السماء ميدانًا من الميدان القصصي، والقرآن يقرر أن الجن تعلم بعض الشيء، ثم لما تقدم الزمن قرر القرآن أنهم لا يعلمون شيئًا، والمفسرون