للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إحسان عبد القدوس يقدم قصصه في غلاف سياسي أو وطني إلا ليخدع الناس وليفتح الطريق للفكرة المسمومة في مجال القصة وهي الكشف والإباحية ولذلك فإن إحسان عبد القدوس يكذب حين يقول: أنا لست محترفًا، أنا من الهواة.

- ذلك أن كتابات إحسان عبد القدوس كلها توحي بإشاعة روح الفن كما يفهمه دعاة التغريب، جنسًا خالصًا، وهو متبعًا مما جعل كاتبًا مثل صبري حافظ" يقول: "هذا ( ... ) الذي أغرق كتاباته في طوفان اللحظة الشبقية مما جعله ينجح تمامًا في دس أغلب كتبه تحت وسائد المراهقات رغم ضخامة حجم هذه الكتب وغلاء ثمنها غير المبررين، ولقد حرص إحسان عبد القدوس فترة طويلة على كتابة خواطر فنية يوجه فيها الراقصات والمغنيات ليصور لهم أصول الفن وقداسته، ويقول لهم: هذا عيب وهذا واجب وعلى الفتاة فلانة أن تخس كذا كيلو حتى يتلاءم جسدها مع دورها. الذي تمثله، ولا يعقل أن تظهر البطلة بثلاثة فساتين فقط في مسرحية ولا تبدو في الصباح بثوب نسائي مجرجر .. إلى مثل هذه الكتابات التي تدل على استبطان عجيب لأساليب المخرجين.

ولا ريب أن إحسان عبد القدوس قد دخل في السنوات الأخيرة مرحلة أشد خطورة بقصصه في جريدة الأهرام منذ سنة ١٩٧٤ ذلك أنه كان في الماضي يعايش القصة ويحاول أن يجعل من الخطيئة ظاهرة أساسية في مجتمع أبطاله، فهم جميعًا منحرفون تدفعهم أهواؤهم وشهواتهم وملاذهم ولم يكن المجتمع في حقيقته كذلك ولكنه كان يريد أن يقرض حالة (خاصة) ليجعلها ظاهرة عامة وأن يجعل من التجربة والظروف والخلفيات الفردية منطلقًا لصورة عامة، ولم يكن في هذا الأمر إلا جريئًا على أصول الدراسات الاجتماعية وسنن الأمم والجماعات منكرًا لأصالة المجتمع الإسلامي الذي