للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتميز في مجموعه بالعفة والطهر والخلق والحرص على العرض والبكارة والبعد عن الاغتصاب، ما عدا بعض حالات ليست أصيلة وليست من شيم المسلمين وأخلاق العرب، وإنما دخلت عليهم من الأمم الأخرى والنحل التي حاولت أن تنصهر في مجتمع الإسلام فحملت معها أوشابها وخطاياها وتواريثها إذ لم يستطع الإسلام بعد أن يطهرها وينقيها ويدفعها إلى البحر الواسع بأمواجه الطاهرة فبقيت على حفافي الجداول، أما الموجة الجديدة في قصص وكتابات إحسان عبد القدوس فهو يحاول أن ينقل من الحياة صورة حية للخطيئة، فهي لم تعد قصة في مجال الخيال والبناء الفني وإنما هي أشبه بواقع منتزع من الحياة نفسها، فكل الذين يكتب عنهم يدعي أنه قابلهما فعلاً ودخل معهم في تجربة "المطاردة والاغتصاب" هذه الطبيبة الإنجليزية التي قدمت جسدها للعبد الأسود الأفريقي، أو تلك المهاجرة من بورسعيد إلى القاهرة أو تلك الفتاة البدوية التي كانت طالبة داخلية في أحد معاهد العاصمة العربية.

كل هؤلاء نماذج جديدة حية من الرجال والنساء يلغون في الخطيئة، تلك الظاهرة التي يراها إحسان عبد القدوس طبيعية في المجتمع العربي وفي كل المجتمعات البشرية ويعجب كيف يدسونها أو يكتمونها، وأن ظاهرة المرأة الخاطئة وظاهرة الخمر، وظاهرة تقديم الجسد عن رضا لأي رجل لم تعد في تقدير إحسان عبد القدوس بالأمر الذي يستلفت النظر، وكأنه يريد أن يقرره ظاهرة جديدة في المجتمع العربي هو انتهاء طابع الغيرة والحفاظ على العرض من هذا المجتمع الإسلامي الأصيل وبروز بادرة الرغبة والشهوة من المرأة إلى الرجل، ونحن نرى أن هذا ليس طابع المجتمع العربي والإسلامي في الحقيقة، فما تزال المرأة متصونة ومتعززة ومطلوبة ولم تصل إلى مثل هذا الانحراف الذي يعرفه المجتمع الغربي الذي ينقل منه هذه القصص بعواطفها وأحداثها وتحدياتها، وما يوجد لدينا من انحراف إنما يتمثل في نماذج قليلة