للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاطمة قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أين أمى خديجة؟ قال فى بيت من قصب! قلت: أمن هذا القصب؟ قال لا من القصب المنظوم - .. بالدر واللؤلؤ والياقوت اهـ.

وفى لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السبق لمبادرتها إلى الإيمان وكذا فى لفظ البيت لأنها كانت ربة بيت فى الإسلام منفردة به، فلم يكن على وجه الأرض فى أول يوم بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت إسلام إلا بيتها، وجزاء الفعل يذكر غالبا بلفظه، فلذا عبر ببيت دون قصر، وفيه مناسبة أخرى لأن مرجع آل بيته صلى الله عليه وسلم إليها، وكذا فى نفي الصخب والنصب مناسبة لفعلها، فلم تحوج النبي صلى الله عليه وسلم لما دعى إلى الإيمان إلى رفع صوت ولا تعب، قال الإسكاف والبيت زائدا على ما أعد لها من ثواب عملها، ولذا الإمام أحمد والنسائي وأبو داوود والحاكم وصححاه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون»، وهما من زوجاته صلى الله عليه وسلم في الجنة كما عند ابن عساكر بسند ضعيف، قال الشيخ العراقي خديجة أفضل أمهات المؤمنين على الصحيح المختار عند العلماء بدليل هذا الحديث والذى قابله من اقراء السلام عليها من الله تعالى ولقوله صلى الله عليه وسلم خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة أي مريم خير نساء الأمة الماضية وخديجة خير نساء هذه الأمة كما قال الحافظ جاء ما يفسر المراد صريحا يعني ما قدمت عنه في حديث البزار والطبراني وقال في الإصابة يفسره ما أخرجه ابن عبد البر أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة ألا ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت يا .. أبت فأين مريم؟ قال تلك، سيدة نساء عالمها اهـ.

ولأنه صلى الله عليه وسلم أثنى على خديجة ما لم يثن على غيرها، قالت عائشة كان صلى الله عليه وسلم لا يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها وللطبراني وكان إذا ذكر خديجة لم يسأم

<<  <  ج: ص:  >  >>