(إذ) أي حين (بنى) أي وضع صلى الله عليه وسلم (الحجر) الأسود موضعه إذ تولى هو صلى الله عليه وسلم وضعه في محله (بيده) متعلق ببني (الكريمة) أي الثابت لها ولصاحبها صلى الله عليه وسلم أعلى ما توصف به الحوادث من الكمالات (الزكية) أي المباركة الكثيرة الخير (صلى عليه بارئ البرية) أي خالق المخلوقات كلها وهو الله تعالى. وكونه صلى الله عليه وسلم حين بناء قريش للكعبة ابن خمس وثلاثين هو الذى جزم به ابن إسحاق وغير واحد من العلماء وهو الأشهر كما قال الحافظ وقيل ابن خمس وعشرين وجزم به موسى بن عقبة وروي عن مجاهد ومحمد بن جبير وسبب بناء قريش للكعبة أن قريشا خافت أن تنهدم الكعبة من السيول وذلك أن السيل أتى من فوق الردم الذى بأعلى مكة فخربه فخافوا أن يدخلها الماء، وقيل سببه احتراقها، فروي أن امرأة أجمرت الكعبة فطارت شرارة فى ثيابها فأحرقتها، وقيل أن نفرا سرقوا حلي الكعبة وغزالين من ذهب وقيل غزالا واحدا مرصعا بجوهر وكان فى بئر فى جوف الكعبة فأرادوا أن يرفعوا بنيانها حتى لا يدخلها الا من شاؤوا، وقيل ان السيل دخلها وصدع جدرانها بعد توهينها وجمع كما فى الزرقاني بأنه لا مانع أن سبب بنائهم ذلك كله ويجوز أن خشية هدم السيل حصل من الحريق حتى أوهن بناءها ووجدت السرقة بعد ذلك، وأعدوا لذلك نفقة وعمالا ثم عمدوا إليها ليهدموها على إشفاق وحذر منهم أن يمنعهم الله ما أرادوا فأمروا باقوم القبطي مولى أسيد بن العاصي بن أمية وصانع المنبر النبوي المدني أن يبنيها لهم وباقوم بموحدة فألف فقاف مضمومة فواو ساكنة ويقال بلام بدل الميم صحابي كما في الاصابة، وروي ابن عيينة عن عبيد بن عمير قال اسم الرجل الذي بني الكعبة لقريش باقوم الرومي وكان في سفينة حبسها الريح وخرجت إليها قريش فأخذوا خشبها وقالوا له ابنها على بناء الكنائس فيحتمل أنهما اشتركا فى بنائها أو أحدهما بنى والآخر سقف وأنهما واحد رومي فى الأصل ونسب إلى القبط حلفا وهذا هو الظاهر من كلام