للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإصابة اهـ.

وروي ان السفينة ألقاها الريح بجدة فتحطمت فخرج إليها الوليد بن المغيرة في نفر من قريش فابتاعوا خشبها وكلموا باقوم في بنائها فقدم معهم. وقال ابن اسحاق كان بمكة رجل قبطي نجار فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها قال فهاب الناس هدمها فقال الوليد بن المغيرة أنا أبدأكم في هدمها فأخذ المعول وهو يقول اللهم لم ترع بفوقية مضمومة فراء مفتوحة أي لم تفزع الكعبة وهذا أولى من إعادة السهيلي الضمير لله تعالى، وفي رواية لم نزغ بفتح النون وكسر الزاء وغين معجمة أي لم نمل عن دينك اللهم لا نريد إلا الخير، ثم هدم من ناحية الركنين الأسود واليماني وتربص الناس الناس تلك الليلة وقالوا ننتظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئاً ورددناها كما كانت وإن لم يصبه شيء هدمنا فقد رضي الله ما صنعنا. فاصبح الوليد عائدا إلى عمله فهدم وهدم معه الناس، حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى أساس إبراهيم أفضووا إلى حجارة خضر كالأسنمة جمع سنام وهو أعلى الظهر للبعير ومن رواه كالأسنة جمع سنام شبهها بها في الخضرة، أخذ بعضها ببعض فأدخل رجل ممن كان يهدم عتلة بين حجرين ليقلع بها بعضها فلما تحرك الحجر تنغضت مكة بأسرها وأبصر القوم برقة خرجت من تحت الحجر كادت تخطف بصر الرجل فانتهوا عن ذلك الأساس وبنوا عليه اهـ.

وقوله عتلة في القاموس العتلة محركة حديدة كأنها رأس فأس أو العصى الضخمة من حديد لها رأس مفلطح يهدم بها الحائط وفي القاموس تنغض أي بالغين والضاد المعجمتين تحرك اهـ.

وفي رواية أنهم لما شرعوا في نفض البناء خرجت لهم الحية التي كانت في بطنها تحرسها سوداء البطن فمنعتهم من ذلك فاعتزلوا عند مقام إبراهيم فتشاوروا فقال لهم الوليد ألست تريدون الإصلاح؟ قالوا بلى! قال فإن الله لا يهلك المصلحين ولكن لا تدخلوا في بيت ربكم إلا طيب أموالكم فإن الله لا يقبل إلا طيبا وعند موسى بن عقبة أنه قال لا تجعلوا فيها مالا أخذ غصبا ولا قطعت فيه رحم ولا انتهكت فيه حرمة

<<  <  ج: ص:  >  >>