وعند ابن اسحاق أن الذي أشار بذلك أبو وهب بن عمر بن عامر بن عمران بن مخزوم ففعلوا وقالوا اللهم إن كان لك فى هدمها رضى فأتمه واشغل عنا هذا الثعبان فأقبل طائر من جو السماء كهيأة العقاب ظهره أسود وبطنه أبيض ورجلاه صفراوان والحية على جدار البيت فأخذها ثم طار بها فقالت قريش إنا لنرجو أن الله قبل عملكم ونفقتكم ثم إن قبائل قريش جمعت الحجارة لبنائها فكل قبيلة تنقل الحجارة على حدة وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينقل معهم الحجارة من أجياد وكانوا يضعون أزرهم رهام علي عواتقهم ويحملون الحجارة فقال له العباس اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة ففعل، فلبط به بالموحدة كعني أي سقط من قيامه فهو من الأفعال التى جاءت بصيغة المبني للمفعول وهي بمعنى المبني للفاعل ونودي يا محمد غط عورتك فشد عليه إزاره فلما ريئ بعد ذلك عريانا، وفى رواية كانوا كلما أرادوا القرب منه أي البيت لهدمه بدت لهم حية فاتحة فاها فبعث الله طيرا أعظم من النسر فغرز مخالبه فيها فألغاها نحو أجياد فهدمت قريش الكعبة وبنوها بحجارة الوادي فرفعوها في السماء عشرين ذراعا فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يحمل الحجارة من أجياد وعليه نمرة فضاقت عليه النمرة فذهب يضعها على عاتقه فبدت عورته فنودي يا عريانا بعد، قال الزرقاني ليس المراد العورة المغلظة اهـ.
وفى المواهب فى هذه القصة وكان ذلك أول ما نودي اهـ. ثم إن قريشا بنوها فلما أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود اختصموا فيه فكل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحازبوا وتحالفوا ,اعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم فسموا لعقة الدم فمكث قريش على ذلك أريع ليال أو خمسا ثم انهم اجتمعوا فى المجسد فتشاوروا وتناصفوا فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة وكان عامئذ أسن قريش كلها قال يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما