وارمي وجواب الشرط محذوف أي فعلت، وفى أصل الدلجي أطبقت لكنه مخالف للنسخ المصححة والأخشبان بخاء وشين معجمتين فموحدة تثنية الأخشب وهو الجبل الخشن، قيل وهما أبو فبيس وقعيقعان، أو تحتهما عقبة منى فوق المسجد، وقوله لا يشرك به شيئا كالمؤكد لما قبله، وقد أمضى الله سبحانه وتعالى رجاءه فكأنه صلى الله عليه وسلم دعا لهم بالخير. اهـ من ابن سلطان.
وفي الشفا أيضا وروى ابن المنكدر أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله أمر السماء والأرض والجبال أن تطيعك فامرها بما شئت، فقال أوخر عن أمتى لعل الله أن يتوب عليهم، وقوله أوخر عن أمتي أي العذاب الذى استحقوه بكفرهم. ولما كسرت رباعيته وشج وجهه صلى الله عليه وسلم يوم أحد شق ذلك على أصحابه وقالوا لو دعوت عليهم، فقال إنى لم ابعث لعانا ولكنى بعثت داعيا ورحمة،
اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون. وروي أن عمر بن الخطاب قال له بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال:
{رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[نوح: ٢٦] ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا فلقد وطئ ظهرك وأدمى وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا: اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
قال القاضى أبو الفضل رحمه الله أنظر ما فى هذا القول من جماع الفضائل وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر صلى الله عليه وسلم على السكوت عنهم حتى عفا عنهم ثم رحمهم ودعا وشفع لهم فقال اللهم أغفر أو اهد، ثم أظهر سبب الشفقة والرحمة بقوله عليه السلام: لقوى، ثم أعتذر عنهم بجهلهم فقال: فإنهم لا يعلمون اهـ.
قال ابن سلطان وليس المراد بقومه قريش وحدهم كما توهمه الدلجي وقال كل ذلك لكونهم رحمه الله إذ ما من بيت إلا وله قرابة بل لكونه رحمة للعاملين فالمراد بقومه جميع أمته ورباعية بفتح الراء بوزن ثمانية وهي بين الثنية والناب وفى سيرة ابن هشام أنها ثنيته السفلى