منصرفة من الطائف سنة عشر وهو صلى الله عليه وسلم ابن خمسين سنة كما قال:
(وبعدما أكمل خمسين سنه ... جن نصيبين أتته مذعنه)
قوله جن مبتدأ ونصيبين بنون مفتوحة وصاد مهملة مكسورة فتحتية ساكنة فموحدة مكسورة فتحتية ساكنة أيضا فنون بلد مشهور ويجوز صرفه وتركه. وفى خبر أن جبريل رفعها للنبي صلى الله عليه وسلم ورآها قال فسألت الله أن يعذب ماؤها ويطيب ثمارها ويكثر مطرها وهي فى الجزيرة كما فى مسلم ووهم من باليمن، قال الزرقاني وخبر المبتدء قوله أتته ومذعنه بضم الميم وسكون الذال المعجمة وكسر العين فنون فهاء تأنيث حال اسم فاعل من أذعن له أي خضع وانقاد وأقر وأسرع فى الطاعة كما فى القاموس وقوله بعد معمول لأتته يعنى أنه صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف نزل نخلة وهو موضع على ليلة من مكة فجاءه سبعة من جن نصيبين خاضعين له مقرين برسالته مسرعين فى طاعته وذلك بعدما أتم صلى الله عليه وسلم خمسين سنة فوجدوه يصلى فى جوف الليل فاستمعوا له وهو يقرأ سورة الجن وقيل إقرأ وقيل الرحمن وجمع لأن إقرأ فى الأولى والرحمن فى الثانية والجن فى الثالثة وكونهم سعبة هو الذى رواه الحاكم فى المستدرك وابن أبى شيبة وأحمد بن منيع وإسناده جيد واسم أحدهم زوبعة وقيل كانوا تسعة وفى نفسير عبد بن حميد أن الجن من نينوى وقيل ثلاثة من نجران وأربعة من نصيبين وعن عكرمة أنه كانوا اثنى عشر ألفا من جزيرة الموصل وهؤلاء الوفد هم المذكورون بقوله تعالى:{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ}[الأحقاف: ٢٩]، وسمى السهيلي فى الروض عن ابن دريد منهم منشأ بميم فنون فشين معجمة وناشئا ونون وشاصر بشين معجمة فألف فصاد فراء، وماضر بميم فألف فمعجمة والأحقب وذكر السهيلي أن واحدا منهم سرق وفى الإصابة أنه بضم السين وفتح الراء المشددة المهملتين وقاف، قال وضبطه العسكري بتخفيف الراء على وزن عمر وأذر شد الراء وعن ابن عباس أنهم