سدرة المنتهى، ولم يره أحد من الأنبياء على تلك الصورة التى خلق عليها إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انتهى المراد من كلامه.
(وعاد) أي رجع هو، أي النبي صلى الله عليه وسلم، إلى منزله فى تلك الليلة (بعد الفرض للصلاة) أي بعد أن أوجب الله تعالى عليه وعلى أمته الصلوات الخمس وقد مر ذلك فى حديث الإسراء واختلف هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه بعينه ليلة الإسراء أم لا؟ ومذهب الجمهور أنه رآه قال المقري:
(وقد رأى خير الورى الديانا ... ليلة إسراء به عيانا)
(في المذهب المصحح المشهور ... وهو الذي ينمى إلى الجمهور)
انتهى.
وروى الترمذي عن ابن عباس قال إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمدا بالرؤية. وقال كعب إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين وقال بهذا أنس بن مالك وعكرمة والحسن، وكان يحلف عليه، وحكي مثله عن ابن مسعود وأى هريرة وأبى ذّر وأحمد بن حنبل، وروى عن أبى الحسن الأشعري وجماعة من أصحابه واختلف هل كلمه ربه ليلة الإسراء بغير واسطة أم لا؟ فعن الأشعري وقوم م المتكلمين أنه كلمه، وعزاه بعضهم إلى جعفر بن محمد وابن مسعود وابن عباس، اهـ من الخازن.
وفيه بعد هذا قال الشيخ محي الدين فالحاصل أن الراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه عزّ وجل بعيني رأسه ليلة الإسراء لحديث ابن عباس وغيره مما تقدم وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بإسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا مما لا ينبغي أن يشك فيه اهـ.
وفى الجزء الأول من المواهب اللدنية ممزوجا ببعض كلام الزرقاني، ولكا كان فى شهر بيع الأول أو الآخر أو رجب أو رمضان أو شوال خمسة اقوال: