للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو بالروح فقط، وهل هو يقظة أو منام؟ فذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه بالجسد يقظة فى القصة كلها، قال فى الشفاء وهو الحق والصحيح وعليه تدل الآية وصحيح الأخبار والاعتبار ولا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند الإستحالة وليس فى الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة وذهبت طائفة أنه بالروح وأنه رؤيا منام مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء حق ووحي، وقالت طائفة كان الإسراء بالجسد يقظة إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح اهـ المراد من الشفا.

(حتى أراه أكبر الآيات) غاية لقوله بالإسراء وبعروجه إلى السماء وفاعل أرى عائد إلى الله تعالى والمفعول للنبي صلى الله عليه وسلم يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم أسى به الله تعالى وعرج إلى السماء حتى أراه الله تعالى أعظم الايات أي العلامات الدالة على عظيم قدرته تبارك وتعالى وهذا اقتباس من قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: ١٨] واللام للقسم أي والله لقد رأى من آيات ربه الكبرى، أي الآيات التى هي كبراها وعظماها يعني حين رقى به إلى السماء فاراه عجائب الملكوت، قاله النسفي وقال الخازن يعني رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات العظام، وقيل أراد ما رأى تلك الليلة فى مسيره ورجوعه وقيل معناه لقد رأى من آيات ربه الكبرى، قال رأى جبريل فى صورته له ست مائة جناح، أخضر سد فوق السماء. وذكر الخازن أن جبريل كان يأتى النبي صلى الله عليه وسلم فى صورة الرجل كما كان يأتى الأنبياء قبله فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوريه نفسه على صورته التى جبل عليها فاراه نفسه مرتين، مرة فى الأرض ومرة فى السماء فأما التى فى الأرض فبالأفق الأعلى وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان بحراء فطلع له جبريل عليه الصلاة والسلام من ناحية المشرق فسد الأفق إلى المغرب وأما التى فى السماء فعند

<<  <  ج: ص:  >  >>