داره ودار آبائه زادها الله تعالى تشريفا إلى المدينة المنورة، دار أخواله وأنصاره ومحل قبره الشريف، خير بلاد الله تعالى وبيان غزواته وحجه وعمرته صلى الله عليه وسلم.
ولنقدم أولا ذكر بيعة الأنصار له صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة لأنها توطئة للهجرة وذلك أن الله تعالى لما أراد إظهار دينه وإعزاز نبيه بإنجاز موعده له صلى الله عليه وسلم بذلك كما قال تعالى:
{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}[التوبة: ٣٣] وقوله: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ}[التوبة: ٣٢]، وقوله عليه السلام:«إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتى ما زوى لي منها». خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الموسم وكان فى رجب كما فى حديث أصحاب السنن فعرض نفسه على القبائل بأمر الله تعالى كما كان يصنع فى كل موسم فلم يجد من ينصره فبينما هو عند العقبة الأولى أي عقبة الجمرة كما جزم به غير واحد لقى رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا، فقال من أنت؟ فقالوا نفر من الخزرج. قال أمن موالي يهود، يعني حلفاءهم؟ قالوا نعم، قال أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا بلى، فدعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان من صنع الله أن اليهود كانوا معهم فى بلادهم وكانوا أهل كتاب وكان الأوس والخزرج أكثر منهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قال اليهود إن نبينا سيبعث الآن قد أظل زمانه، نتبعه، فنقتلكم مع قتل عاد وإرم، فلما كلمهم النبي صلى الله عليه وسلم عرفوا النعت الذى كانوا يسمعونه من اليهود فقال بعضهم لبعض بادروا باتباعه لا تسبقكم اليهود إليه فأجابوا إلى ما دعاهم إليه، فاسلم منهم ستة وكلهم من الخزرج وأتى بهذا مع قوله رهطا من الخزرج دفعا لما يتوهم مما جرت به عادتهم من تغليب الخزرج على الأوس والخزرج معا والستة المذكورون: أسعد بألف قبل السين بن زرارة بضم الزاي النجاري، شهد العقبات الثلاث وهو ول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم على قول الأنصار وقال المهاجرون أول ميت صلى عليه عثمان بن مظعون رواه الواقدي وعوف بن الحارث بن رفاعة بكسر الراء وبالفاء النجاري