المعتمر العدوي وخنيس بن حذافة السهمي وبنو البكير الأربعة والزبير وخولى بن أببي مالك بن أبي خولى واسم أبى خولى عمرو بن زهير وغيرهم ثم عثمان بن عفان وتتابع الناس بعده حتى لم يبقى أحد إلا من حبس بمكة أو أفتتن إلا على بن أبي طالب وأبو بكر رضي الله عن جميعهم وكان الصديق كثيرا ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الهجرة إلى المدينة فيقول لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا فيطمع أبو بكر أن يكون هو، وعند البخاري فقال صلى الله عليه وسلم على رسلك فإنى أرجو أن يؤذن لى فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبى أنت وأمى؟ قال نعم. فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر انتهى. ولما رأت قريش هجرة الصحابة وعرفوا أنه صار له أصحاب من غيرهم حذروا خروجه وعرفوا أنه أجمع لحربهم فاجتمعوا فى دار الندوة بفتح النون والواو مهملة ساكنة ثم هاء تأنيث وهي دار قصيى بن كلاب سميت بذلك لاجتماع الندي فيها يتشاورون والندي الجماعة ينتدون أى يتحدثون وهي أول دار بنيت بمكة كما قال ابن الكلبي وكانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها وكان اجتماعهم فيها يوم السبت ولذا ورد يوم السبت يوم مكر وخديعة يتشاورون فيما يصنعون فى أمره صلى الله عليه وسلم وكانوا مائة كما فى المولد لابن دحية فأتاهم إبليس فوقف على باب الدار فى هيأة شيخ جليل عليه بت بفتح الموحدة وشد الفوقية كساء غليظ أو طيلسان من خز فقالوا من الشيخ قال من أهل نجد سمع بالذى أتعدتم له وحضر ليسمع ما تقولون وعسى ان لا يعدمكم رأيا ونصحا فقالوا ادخل فدخل فقال أبو البختري بفتح الموحدة وسكون المعجمة ابن هشام أحبسوه فى الحديد وأغلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء قبله فقال النجدي ما هذا برأي والله لئن حبستموه ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه منه أيديكم ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا برأي فانظروا