التى يريد الوقوف عليها إذ لا يدري في أي موضع من الكتاب كما أشار له بقوله:(مقربا) حال أيضا ومفعوله قوله، (مقاصد الطلاب) والمقاصد جمع مقصد بكسر الصاد كما قاله الزرقاني على المواهب وهو الأمر الذي يقصد ولاطلاب جمع طالب يعنى أنه رتبه على أبواب فذكر كل نوع خاص في باب بعد باب آخر حال كونه مقربا أي مسهلا ما يقصده طلاب الوقوف على كل مسألة بانفرادها إذ لا يطلب إلا في باب نوعها الخاص بها، ولما ذكر أنه يذكر في هذا الرجز ما يسد خلة المحتاج إلى معرفة هذا العلم وأنه يرتبه على أبواب متعددة ليسهل طلبه على طالبه وكان مقصده ذلك لا قدرة له على اتمامه إلا بعون الله تعالى تبرأ من حوله وقوته تواضعا لله تعالى فقال سائلا منه تعالى أن يعينه على ذلك:
(ومن ممد الكون في انعامه ... استوهب العون على اتمامه)
المجرور معمول لقوله استوهب وقدمه لإفادة الحصر والامداد من معانيه الإعطاء {أمدكم بأنعام وبنين} ويعدى لمفعول ثان بالباء والناظم عداه بفي وعليه، ففي بمعنى الباء، ومن معانيه الإمهال وهو اللائق بفي. والله تعالى أعلم والكون المكون فهو يعم جميع الحوادث، والعون التقوية على الأمر ومعنى البيت عليه أنه يسأل العون على اتمام هذا الرجز على وفق مراده من الله تعالى لا من سواه فهو الذى امهل جميع الخلائق في انعامه أي أخرهم ولم يعاجلهم بالعقوبة مع كثرة الكفر والعصيان في إنسهم وجنهم وهذا استعطاف منه لله تعالى ليحصل له مراده، وممد اسم فاعل من أمده رباعيا ومعنى أستوهب العون أطلب منه أن يهبني أي يعطيني العون الله تعالى وفي هذا المعنى قال بعضهم:
(إذا كان عون الله للمرء خادما ... تهيأ له من كل صعب مراده)
(وإن لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده)