بصر يقال قرت عينه تقر بالكسر والفتح قرة بالضم وقرورا أي سكنت وثبتت لأنها رأت ما كانت متشوفة إليه وأقر الله عينه، واسمها طابق مسماها، فإن من حصلها وفهم معناها تم مرامه وشفي غليله لكثرة ما حصل له من علم السير وسكن بصره فلم يتشوف إلى غيره (في سيرة المشفع المختار) أي طريقته وأحواله والمشفع من قبلت شفاعته والشفاعة لغة الضم ومنه الشفع ضد الوتر لأنه ضم واحد لآخر وكذا الشفعة لأنها ضم أحد الشريكين نصيب صاحبه إلى نصيبه هو والشفاعة ضمك للغير في جاهك قاله القرطبي في المفهم في شرح مسلم، والجاه الشرف ورفعة القدر، والمختار المفضل على جميع الخلائق يعنى بهذا نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا وملاذنا ووسيلتنا إلى ربنا محمدا صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم ولاشك أنه المنفرد بالشفاعة العظمى في الموقف الهائل حين ضاق بالخلائق الخناق واتهم البرآء أنفسهم وكشف عن ساق نسأل الله تعالى بمنه أن يميتنا على ملته ومحبته وأن يحشرنا في زمرته نحن وأحبتنا بجاهه العظيم فقد قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم:"توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم"(مرتبا) حال من فاعل أذكر (له) أي لهذا الرجز (على الأبواب) جمع باب وهو في اللغة فرجة في ساتر يتوصل بها من داخل إلى خارج وبالعكس حقيقة في الذوات كباب الدار ومجازا في المعاني كما هنا فقوله بيان نسبة إلخ .. هو الباب الذى يتوصل منه إلى معرفة نسبه، صلى الله عليه وسلم، التى هي وراء الساتر الحائل دون معرفته والساتر هو الجهل فمن دخل من هذا الباب توصف إلى ما وراء ذلك الساتر، ورتب الناظم رحمه الله مسائل السيرة النبوية على أحواله، صلى الله عليه وسلم، فذكر كل حال في باب معبرا عن الباب بالبيان لأن ذلك أيسر لمن أراد الوقوف على مسألة منه فإنه إذا كانت أبوابه مرتبة مذكورا كل نوع منها خاص في باب بإنفراده سهل طلب تلك المسألة على طالبها إذ لا يبحث عنها إلا في باب واحد بخلاف ما إذا كانت أنواع مسائله كلها مذكورة في باب واحد من غير ترتيب فإنه يعسر على الطالب الوقوف على تلك المسألة