(أنا من إذا قيل انفروا قد أتيتم ... أقاموا على أثفالهم وتلحلحوا)
وأما تقديم الحاء فمعناه زال عن موضعه، وهذا الذي قاله قوي من جهة الاشتقاق، ولكن الرواية في سيرة ابن إسحاق بتقديم الحاء، وهو خلاف المعنى. انتهى.
قال في المواهب وشرحها بعد أن ذكر بروكها أولا بالمربد ثم ثارت، وهو صلى الله عليه وسلم عليها ومشت حتى بركت على باب أبي أيوب خالد بن زيد بن كلب من أكابر الصحابة من بني مالك بن النجار شهد بدرًا، والمشاهد ثم ثارت أي قامت وباركت في مبركها الأول عند المسجد، وألقت جيرانها بالأرض، وهو بكسر الجيم باطن العنق أو مقدمه من المذبح، وأرزمت بهمز فراء ساكنة فزاي مفتوحة أي صوتت من غير أن تفتح فاها، قاله أبو زيد، وقال صاحب العين معناه رغت ورجعت في رغائها، ويقال منه أرزم الرعد وأرزمت الريح انتهى. وروي رزمت بلا ألف أي نامت من الإعياء والهزال، ونزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتمل أبو أيوب رحله بإذنه صلى الله عليه وسلم وأدخله بيته، ومعه زيد بن حارثة، وكانت دور بني النجار أفضل دور الأنصار، والناقة المذكورة هي القصواء والجداء، وهل هما اثنتان أو واحدة لها لقبان؟ خلاف، وفي الألفية عضباء جدعاء هما القصواء، وقال الشهيلي والصحيح أن العضباء غير القصواء، قال أبو أيوب لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت في العلو، فلما خلوت على أم أيوب قلت لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالعلو منا تنزل عليه الملائكة وينزل عليه الوحي، فبتنا تلك الليلة لا أنا ولا أم أيوب بحالة هنيئة، بل بشر ليلة، فلما أصبحت قلت يا رسول الله ما بت الليلة أنا ولا أم أيوب، قال لم يا أبا أيوب؟ قال قلت أنت أحلق بالعلو منا نزل عليك الملائكة وينزل عليك الوحي، قال صلى الله عليه وسلم الأسفل أرفق بنا، فقلت لا والذي بعثك بالحق لا أعلو سقيفة أنت تحتها أبدًا، فلم يزل أبو أيوب يتضرع إليه حتى تحول إلى العلو، وأبو أيوب في السفل، وكنا نصنع له العشاء، ثم نبعث به إليه، فإذا رد فضله علينا تيممت أنا وأم