الفتح اسم مفعول، وإما بالكسر اسم فاعل فهو من قام به الاحتضار. انتهى المراد منه.
وعلى هذا الأخير فيصح كون الفعل في كلام الناظم مبنيًا للفاعل، والأول سالم من الإسناد، فهو حسن في ضبطه والله أعلم.
(بها فكانت أشرف البقاع) قوله فكانت الخ .. مسبب عن قوله ثم بها أقام حتى احتضرا بها، واسم كان ضمير يعود على المدينة المنورة، وأشرف بالنصب خبره والبقاع البلاد، يعني أن المدينة إنما كانت أفضل من جميع البلاد لسكنى النبي صلى الله عليه وسلم فيها حيًا وميتًا، وإلى ما ذكر ذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأكثر أهل المدينة ومالك وأصحابه سوى من ياتي ذكره، واختاره بعض الشافعية، وذهب الأكثر إلى تفضيل مكة، وبه قال الشافعي وابن وهب ومطرف وابن حبيب واختاره ابن عبد البر وابن رشد وابن عرفة والأدلة كثيرة من الجانبين، حتى قال الإمام ابن أبي جمرة بتساوي البلدين، واختار السيوطي الوقف عن التفضيل لتعارض الأدلة في الحجج المبينة، وجزم في خصائصه بأن المختار تفضيل المدينة، قاله الشيخ محمد بن عبد الباقي في شرح الموطأ، ولما كانت التربة التي ضمت أعضاءه صلى الله عليه وسلم خارجة عن هذا الخلاف، بل هي أفضل من جميع بلاد الله تعالى حتى من الكعبة ومن السماء بل ومن العرش، كما نقله السبكي، أشار الناظم رحمه الله تعالى إلى ذلك فقال:(أما ضريحه) صلى الله عليه وسلم أي قبره الشريف، (ف) هو أفضل من جميع البقاع، (بالإجماع) من جميع الأمة، قال الشيخ عبد الباقي، عند قول الشيخ خليل، والميدنة أفضل ثم مكة على قول مالك، وهو قول أهل المدينة، وعكس الشافعي وابن وهب وابن حبيب وأهل الكوفة، ومحل الخلاف في غير الموضع الذي ضم أعضاءه صلى الله عليه وسلم، وهو مراد من عبر بغيره فإنه أفضل من جميع بقاع الأرض حتى الكعبة، ومن السماوات والعرش والكرسي واللوح والقلم والبيت كما للسيد السمهودي، ولعله أراد البيت المعمور، فلا يتكرر مع الكعبة، فإنها أفضل من بقية المدينة اتفاقًا، وأما المسجدان بقطع النظر عن الكعبة وعن القبر