للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأبواء اختلاف؛ لأنهما مكانان متقاربان، بينهما ستة أميال، أو ثمانية، ولهذا وقع في حديث الصعب بن جثامة وهو بالأبواء أو بودان. انتهى من المواهب وشرحها، وقوله لقد غزا يقال غزا غزوًا ومغزًا، والمغازي جمع مغزا، والواحدة غزوة، وغزاة وأصل الغزو القصد، ومغزى الكلام مقصده، والمراد بالمغازي هنا ما حضره النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة، قال الزرقاني جرت عادة المحدثين، وأهل السير غالبًا بأن يسموا كل عسكر حضره النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة غزوة، وما لم يحضره بل أرسل بعضًا من أصحابه إلى العدو سرية وبعثًا، وما ذكره الناظم من عدد الغزوات خلاف ما اقتصر عليه القسطلاني، فإنه قال في المواهب، وكان عدد مغازيه عليه السلام التي خرج فيها بنفسه سبعًا وعشرين، وقال الزرقاني عقبه كما قاله أئمة المغازي موسى ابن عقبة، وابن إسحاق، وأبو معشر، والواقدي، وابن سعد، وجزم به الجوزي والدمياطي والعراقي وغيرهم، وقال ابن إسحاق في رواية عنه: ستًا وعشرين، وقيل غزا خمسًا وعشرين، وعن ابن المسيب أربعًا وعشرين، وقال المحب الطبري جملة المشهور منها: اثنتان وعشرون، ويمكن الجمع بأن من عددها دون سبع وعشرين نظرًا إلى شدة قرب بعض الغزوات من غيره، فجمع بين غزوتين فعدهما غزوة واحدة، فضم للأبواء بواطا، إذ الأبواء في صفر، وبواط في ربيع الأول، وضم حمراء الأسد لأحد لكونها صبيحتها، وقريظة للخندق لأنها ناشئة عنها، وتلتها ووادي القرى لخيبر لوقوعها في رجوعه من خبير، والطائف لحنين لانصرافه منها إليها، فبهذا تصير اثنتين وعشرين، وإلى هذا أشار الحافظ، قاله العلامة الزرقاني، وقال ابن أبي جمرة إن عدة غزواته صلى الله عليه وسلم سبع وعشرون على ما ذكره ابن إسحاق، وابن عقبة، وقال غيرهما خمس وعشرون، وفي صحيح مسلم عن جابر أنه صلى الله عليه وسلم غزا إحدى وعشرين غزوة، وفي الصحيحين عن زيد بن أرقم أنه صلى الله عليه وسلم غزى تسع عشرة غزوة. انتهى المراد منه.

قال الزرقاني عن الحافظ من قال تسع عشرة فلعله أسقط الأبواء

<<  <  ج: ص:  >  >>