قال بعد فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ثم تقدم أبو سفيان العير حذرا حتى ورد الماء فقال لمجدي هل أحسست أحدا؟ قال لا إلا أني قد رأست راكبين أناخا إلي هذا التل ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتى أبو سفيان مناخهما فأخذا من أبعار بعيريهما ففتته فإذا فيه النوى فقال هذه والله علائف يثرب فأسرع إلي أصحابه فضرب وجه عيره عن الطريق وترك بدرا بيساره ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى واديا يقال له ذفران فنزل وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فأخبر الناس واستشارهم فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن انتهى المراد منه.
وفي القاموس وذفران بكسر الفاء واد قرب واد الصفراء وتصحيف لدقران وقوله فأحسن أي جاء بكلام حسن، قال الزرقاني ولم أر من ذكره، ثم قام عمر فقال وأحسن وذكر ابن عقبة انه قال يا رسول الله إنها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته وأعد لذلك عدته وعزها بالنصب أو بالرفع مبتدأ حذف خبره أي ثابت لم يتغير، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له عليه السلام خيرا ودعا له بخير ويعني ببرك الغماد مدينة الحبشة، قاله القسطلاني وقال الزرقاني هو بفتح الموحدة عند الأكثر وهو المعروف في الرواية، وفي رواية بكسرها والراء ساكنة وحكى عياض عن الأصيلي فتحها قال الننوي وهو ضعيف والغماد بكسر المعجمة وتخفيف الميم قال الحازمي موضع على خمس ليال من مكة إلي جهة اليمين وقال البكري هي أقاصى هجر وحكى ابن فارس ضم الغين والفزاز فتحها وقال ابن دريد بقعة في جهنم، وخفي عليه أن ذلك بطريق المبالغة لا الحقيقة، والأولى تفسره بأنه