للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقع للروحاء فكسر فرد هؤلاء من الروحاء وخوات بن جبير أصابه حجر في سلقه فرده من الصفراء، وذكر الواقدي فيهم سعد بن مالك الساعدي والد سهل بن سعد، قال تجهيز ليخرج ليدر فمات فضرب له بسهمه وأجره، ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ بير أبي عنية كواحدة العنب المأكول وهي على ميل من المدينة عرض أصحابه فرد من استصغر وسار حتى بلغ الروحاء بفتح الراء وسكون الواو وحاء مهملة ممدودة قرية على نحو أربعين ميلا من المدينة، وفي مسلم على ستة وثلاثين ميلا فنزل سجسجا بفتح السين المهملة وسكون الجيم بعدهما مثلهما وهي بئر الروحاء قال السهيلي سميت بذلك لأنها بين جبلين وكل شيء بين شيئين سجسج فلما سار من الروحاء وقرب من الصفراء، أتاه الخبر بمسير قريش ليمنعوا عيرهم من رسوليه اللذين أرسلهما يتجسسان خبر أبي سفيان وهما بسبس بموحدتين مفتوحتين ومهملتين أولاهما ساكنة ولجميع رواة مسلم بسيسة بضم الموحدة وفتح المهملة وسكون التحتية وفتح السين فتاء تأنيث والأول هو المعروف والأصح كما قاله الذهبي وكذا ابن اسحاق والدارقطني وابن عبد البر وابن ماكولا والسهيلي قال في الإصابة وهو الصواب وهو ابن عمرو الجهني حليف الخزرج وعدي بن ابي الزغباء الجهني أيضا حليف بني النجار فمضيا حتى نزلا بدرا فأناخا إلي تل قريب من الماء وأخذا يستسقيان فسمعا جاريتين تقول إحداهما لصاحبتها إن أتاني العير غدا أعمل لهم ثم أقضيك الذي لك، فانطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بما سمعا فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في طلب العير وفي حرب النفير أي خيرهم بين طلب العير وحرب القوم النافرين لقتالهم وقال ان الله وعدكم إحدى الطائفتين إما العير وإما قريش وكانت العير أحب إليهم كما قال تعالى: {وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} وذات الشوكة الطائفة التي فيها السلاح كذا في المواهب وشرحها ان الرسولين هما اللذان أتيا بخبر النفير قرب الصفراء وظاهر الكلاعي أن الخبر أتاه بعد ذلك فإنه

<<  <  ج: ص:  >  >>