يا عبيدة بن الحارث قم يا حمزة قم يا على فلما دنوا منهم قالوا من أنتم؟ لأنهم كانوا متلثمين فلا يرد أنهم كانوا يعرفونهم فتسموا لهم فقالوا نعم أكفاء كرام، فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة بن ربيعة وكان أسن الثلاثة وبارز حمزة شيبة وقيل ان شيبة هو الذي قام لعبيدة وعلى الوليد فقتل على الوليد وقتل حمزة شيبة وعبيدة ومن بارزه، ضرب كل منهما صاحبه ضربة أثخنه بها فوقعت الضربة في ركبة عبيدة فمات لما رجع بالصفراء فمال حمزة وعلى على من بارزة عبيدة فأعاناه على قتله فهو قاتله بإعانتهما، وفي رواية هما اللذان قتلاه أي عجلا قتله، وإلا فعبيدة كان أثخنه، قاله الزرقاني وحمل عبيدة إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخ ساقه يسيل فقال أشهيد أنا يا رسول الله؟ قال نعم، قال وددت والله أن أبا طالب كان حيا ليلعلم أننا أحق منه بقوله ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل، ثم أنشأ يقول:
(فإن يقطعوا رجلي فإني مسلم ... أرجى بها عيشا من الله عاليا)
(وألبسني الرجمن من فضل منه ... لباسا من الإسلام غطى المساويا)
رواه أبو داوود ولما قتل المبارزن تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض وأقبل نفر من قريش حتى أتوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوهم فما شرب منه يومئذ رجل إلا قتل إلا حكيم بن حزام فأسلم قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه إذا اكثبوكم فارموهم واستبقوا انبلكم والمعنى إذا قربوا منكم وأمكنوكم فارموهم واستبقوا نبلكم في الحالة التي إذا رميتم لا تصيبوا غالباً، قاله ابن السكيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش ومعه الصديق وليس معه فيه غيره وسعد بن معاذ متوحشا سبفه في نفر من الأنصار على باب العريش يحرسونه وهو عليه السلام يناشد ربه إنجاز ما وعده من النصر، وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم أخذته سنة في العريش ثم استيقظ متبسما فقال أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع بفتح النون وسكون القاف أي الغبار، وفي رواية هذا جبريل ءاخذ