للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برأس فرسه عليه أداة الحرب، ثم خرج من باب العريش وهو يتلو سيهزم الجمع ويولون الدبر، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر ونظر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلي المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا دخل العريش واستقبل القبلة ومد يديه وجعل يهتف اللهم أنجز لي ما وعدتني. وقوله ألف هذا أولى للصواب لصحته، وكونه عن عمر وافقه عليه ابن مسعود وهما بدريان وقال موسى بن عقبة تسعمائة وخمسون مقاتلا ويمكن الجمع بأن الخمسين باقي الألف غير مقاتلين، قاله الزرقاني وروي أن جبريل نزل في خمسمائة وميكائيل في خمسمائة في صورة الرجال على خيل بلق عليهم ثياب بيض وعلى رؤوسهم عمائهم بيض وقد أرخوا أطرافها بين أكتافهم وقوله بيض أي من نور كما في الرواية إذا لم يكن عليهم شيء من العمائم المعروفة، وعن على كانت سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض أي النور المرئي للناظر مثل الصوف الأبيض، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال حدثني رجل من بني غفار قال البرهان لا أعرف اسمه وهو مذكور في الصحابة قال أقبلت أنا وابن عم لي حتى صعدنا على جبل يشرف على بدر ونحن مشركان ننظر الوقعة على من تكون الدبرة فتنهب مع من ينهب، فبينما نحن في الجبل إذ دنت سحابة فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول أقدم حيزوم، فأما ابن عمي فانشق قناع قلبه فمات، وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت والحمحمة صوا دون الصهيل وأقدم بقطع الهمزة من الإقدام كما رجحه ابن الأثير وصوبه الجوهري وصححه النووي أو بهمزة وصل مضمومة وضم الدال بمعنى التقدم وقدمه ابن قرقول او بكسر الهمزة وفتح الدال واقتصر عليه البارع قال أبو ذر كلمة يزجر بها الخيل وحيزوم بحذف حرف النداء فيعول من الحزم وتطلق على الصدر قال الشامي فيجوز أنه سمى به لأنه صدر خيل الملائكة ومتقدم عليها والدبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة ويجوز فتحها وفي السبل بفتحتين وتسكن الهزيمة في القتال وحيزوم اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>