والضم القرابة أو في الآباء خاصة قاله في القاموس أي هذا بيان نسب النبي صلى الله عليه وسلم المجمع عليه إلى عدنان إذ بذكر نسبه يقع تمييزه عن غيره ويظهر شرفه على من سواه بانتقاله من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة وبالعكس وفي معالم التنزيل كان آدم يسمع من تخطيط أسارير جبهته نشيشا فقال يارب ما هذا فنودي يا آدم هذا تسبيح ولدك محمد مزج بمائك فيكون لك ولدا وأنت له أب فنعم الوالد ونعم المولود، ثم انتقل ذلك الجزء من صلب آدم إلى رحم حواء ومنها إلى صلب شئت ومنه إلى رحم قيصلة ومنها إلى صلب أنوش وهكذا كان ينتقل وكان يؤخذ في كل مرتبة عهد وميثاق على أن لا يوضع ذلك الجزء إلا في المطهرات اهـ نقله مولاي ابراهي في شرحه، والنشيش: الصوت. وقوله صلى الله عليه وسلم تقدم معناه، وربنا مالكنا جميع الحوادث ومبلغنا إلى كمالنا شيئا فشيئا وأصل الرب مصدر يقال ربه ربا ورباه تربية وربيه تربيبا وربته ترتبيتا وربته ربتا أي بلغه إلى كماله شيئا فشيئا فمن الأول لئن يربني رجل من قريش أحب إلى من أن يربني رجل من هوازن، ومن الثاني:
(ربيته حتى إذا تمعددا ... وآض نهدا كالحصان أجردا)
ومن الثالث:
(بيضا مرازبة غلبا أساورة ... أسدا تربب في الغيضات أشبالا)
ومن الرابع:
(ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بجمهور حزوى حيث ربتني أهلي)
وقيل أصله راب فخفف بحذف الألف كما فعل في بر. وقوله وشرفا أي أعلاه والشرف العلو وهذا دعاء بلف الخبر وهو صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق نسبا وأعزهم نفرا من قبل أبيه وأمه فهو نخبه بنى هاشم خلاصة قريش وصميمها ولله در القائل:
(قد أورث المجد عبد الله شيبة عن ... عمرو بن عبد مناف عن قصيهم)
(فجاء فيهم بمن جال السماء ومن ... سمى على النجم في سامي بيوتهم)
فالعرب خير أناس ثم خيرهم ... قريشهم وهو فيهم خيرهم)