ذر في حواشيه الكيول بالتشديد والتخفيف آخر الصفوف في الحرب قاله العلامة الزرقاني وقاتل حمزة رضي الله عنه فأثخن خصوصا في الرؤساء والتقى حنظلة الغسيل بن أبي عامر الفاسق وأبو سفيان بن حرب فعلاه حنظلة فضربه شداد بن أوس بن شعوب الليثي وقتله وأسلم شداد بعد ذلك، فقال (صلى الله عليه وسلم) رأيت الملائكة تغسل حنظلة بالماء المزن في صحاف الفضة بين السماء والأرض، فسألوا امرأته جميلة أخت عبد الله بن أبي المنافق وكانت عروساً وكان ابتنى بها تلك الليلة فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة، فقال عليه السلام لذلك غسلته الملائكة وفي الروض أنه ألتمس في القتلى فوجدوه يقطر رأسه ماء وبهذا الحديث تمسك الحنابلة في غسل الشهيد الجنب، قال الزرقاني والجواب للجمهور أن تغسيل الملائكة إكرام له، وهو من أمور الآخرة لا يقاس عليه، ولم يثبت أنه (صلى الله عليه وسلم) أمر بتغسيل أحد ممن استشهد جنباً، ولما اشتد القتال أرسل عليه السلام إلى علي أن قدم الراية فتقدم وقال أنا أبو القصم بالقاف والفاء فناداه أبو سعد طلحة بن أبي طلحة أحد بني عبد الدار وهو صاحب لواء المشركين وهو سيد الكتيبة أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة؟ قال نعم. فخرج إليه فقتله وقيل قتله سعد بن أبي وقاص ثم حمل لواءهم عثمان بن أبي طلحة وهو يقول:
(إن على أهل اللواء حقا ... أن يحسنوا الصعدة أو تندقا)
فحمل عليه حمزة رضي الله فقطع يديه وكتفيه ثم مات والصعدة القناة المستوية تنبت كذلك قاله في القاموس ثم حمله مسافع بن طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ثم حمله الحارث بن طلحة فقتله عاصم أيضاً ثم حمله كلاب ابن طلحة فقتله الزبير ثم حمله الجلاس بن طلحة فقتله طلحة بن عبيد الله ثم حمله أرطاة بن شرحبيل بضم الشين بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فقتله علي كما قال ابن سعد وغيره وصحح، وجزم ابن إسحاق بأن قاتله حمزة ثم حمله شريح بن فارط فلا يدرى قاتله ثم حمله صواب غلامهم فقيل قتله