يتبخر قال إنها لمشية يبغضها الله بضم الياء لا بفتحها وضم الغين لأنها لغة ردية إلا في مثل هذا الموطن أي لدلالتها على احتقار العدو قال الزبير ووجدت أي حزنت أي على نفسي خوفاً أن المنع لسبب منه يقتضيه، فقلت والله لأنظرن ما يصنع به أبو دجانة، فاتبعته فأخذ عصابة له حمراء مكتوباً في أحد طرفيها نصر من الله وفتح قريب وفي الأخرى الجبانة في الحرب عار ومن فر لم ينج من النار فعصب بالتخفيف وبالتشديد بها رأسه فقالت الأنصار أخرج عصابة الموت وهكذا كانت تقول إذا تعصب بها، فخرج وهو يقول:
(أنا الذي عاهدني خليل ... ونحن بالسفح لدي النخيل)
(أن لا أقوم الدهر في الكيول ... أضرب بسيف الله والرسول)
فجعل لا يلقى أحدا من المشركين إلا قتله، وفي مسلم عن أنس ففلق أبو دجانة بالسيف هام المشركين ولابن هشام عن ابن الزبير وكان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه فدعوت الله أن يجمع بينهما فالتقيا فاختلفا ضربتين فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته فعضت بسيفه وضربه أبو دجانة فقتله ثم رأيته حمل السيف على رأس هند بنت عتبة ثم عدل السيف عنها، ولابن إسحاق قال أبو دجانة رأيت إنسانا يحمس الناس حمساً شديداً فصمدت إليه فلما حاملت السيف عليه ولول فأكرمت سيف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أضرب به امرأة، وفي رواية أنه لما حمل عليها السيف نادت يا لصخر فلم يجبها أحد وذفف بالذال المعجمة والمهملة وشد الفاء الأولى مفتوحات أسرع في قتله ويحمس بحاء مهملة يروى بالسين من الحماسة وهي الشجاعة وبالشين المعجمة من أحمش النار أوقدها وصمد إليه: قصده، وولولت: قالت يا ويلها هذا قول أكثر اللغويين وقال ابن دريد الولولة رفع المرأة صوتها في فرح أو حزن قاله أبو ذر. وقوله أنا الذي .. أنشده الجوهري بلفظ إني امرؤ عاهدني، والسفح جانب الجبل عند أصله والكيول بفتح الكاف وشد المثناة التحتية مضمومة فواو ساكنة فلام آخر الصفوف، قاله الجوهري وأبو عبيد وغيرهما وقال أبو