قديما وشهد معه عليه السلام أحد انتهى. فصرخ ثلاثا إن محمدا قد قتل، ولم يشك فيه أنه حق، وكان جعال إلى جنب أبي بردة بن نيار وخوات بن جبير فقاتل أشد القتال، قال الزرقاني وهذا ليس بخلاف محقق فالثلاثة صاحوا ابن قمأة لظنه والأزب وإبليس لمحاولة ما لم يصلا إليه انتهى. قوله أزب العقبة، قال السهيلي قيده هنا بكسر الهمزة وسكون الزاي وابن ماكولا قيده بفتح الهزمة انتهى. وظاهر سكون الزاء وخفة الباء مع كسر الهمزة وفتحها ومقتضى القاموس أن مفتوحها بفتح الزاء وشد الموحدة وجعلهما بعض المتأخرين قولين انظر الزرقاني. والذي في القاموس هو ما نصه: وأزب العقبة في زبب ووهم من ذكره هنا يعني في أزب وقال في زبب والأزب من أسماء الشيطان ومنه حديث ابن الزبير مختصرا أنه وجد رجلا طوله شبران فأخذ السوط فأتاه فقال من أنت؟ فقال أزب. قال وما أزب؟ قال رجل من الجن. فقلب السوط فوضعه في رأس أزب حتى باص وفي حديث العقبة هو شيطان اسمه أزب العقبة انتهى. وقوله باص أي استتر وهرب، كذا بالهامش المطبوع وهو بموحدة بعدها ألف فصاد مهملة انتهى. قال الحافظ بن حجر، والواقع أن المسلمين صاروا ثلاث فرق، فرقة استمروا في الهزيمة إلى قرب المدينة فما رجعوا حتى انفض القتال وهم قليل، وهم الذين نزل فيهم:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} وفرقة صاروا حيارى لما سمعوا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد قتل، فصارت غاية الواحد منهم أن يذب عن نفسه، أو يستمر في القتال إلى أن يقتل وهم أكثر الصحابة وفرقة ثبتت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم تراجعت إليه الفرقة الثانية شيئا فشيئا لما عرفوا أنه حي، ولما غاب النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أعينهم لشدة ما دهشهم وقال رجل منهم أن محمدا قد قتل ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي ليستأمن لنا من أبي سفيان قال رجال منهم قد تمكن الإيمان منهم إن كان محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد