اقتحم هو ونفر معه خيولهم من ناحية ضيقة من الخندق حتى كانوا بالسبخة فبارزه علي فقتله، وبارز نوفل بن عبد الله بن المغيرة فقتله الزبير وقيل قتله علي، ورجعت بقية الخيول منهزمة انتهى من المواهب.
قال الزرقاني عن ابن سعد وعمرو بن عبد ودّ له يومئذ تسعون سنة والنفر الذين معه هم عكرمة بن أبى جهل وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب كما في ابن إسحاق وقوله خيولهم بالرفع بدل من الفاعل وقوله قتله الزبير: ضربة بالسيف حتى شقه اثنتين وقطع سرجه حتى خلص إلى كاهل الفرس فقيل ما رأينا مثل سيفك، فقال ما هو السيف ولكنها الساعد. وما ذكره عزاه في الفتح لابن إسحاق فتبعه المصنف ولم يذكر ذلك ابن هشام في روايته عن ألبكائي عنه فلعله في رواية غيره ثم هو معارض لما قدمه عن ابن عائذ وهو الذي ذكره ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق ومثله في رواية أبي نعيم وعليه اقتصر اليعمري، وذكر ابن جرير أن نوفلا لما تورط في الخندق رماه الناس بالحجارة فجعل يقول قتلة أحسن من هذه يا معشر العرب، فنزل إليه علي فقتله انتهى كلامه.
وفي الاكتفاء أن الفوارس المذكورين خرج إليهم علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم وكان عمرو بن عبد ودّ قد قاتل يوم بدر حتى أثخنته الجراح فلم يشهد أحدا، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه فلما وقف هو وخيله قال من يبارز؟ فبارز علي بن أبي طالب، فقال يا عمرو إنك كنت عاهدت الله لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، فقال له علي فإني أدعوك إلى الله ورسوله وإلى الإسلام، قال لا حاجة لي بذلك، قال فإني أدعوك إلى النزال، قال له ولم يا بن أخي فو الله ما أحب أن أقتلك. قال علي لكني والله أحب أن أقتلك، فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي