الوهن في القلب وهو من أفصح الكلام، وقوله عضل والقارة أي غدروك كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع، خبيب وأصحابه، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف وأتاهم عدوهم من فوقهم من أعلى الوادي من قبل المشرق غطفان ومن أسفل منهم من أسفل الوادي من قبل المغرب قريش حتى ظن المؤمنون كل ظن، ونجم بالنون والجيم أي ظهر النفاق من بعض المنافقين فأراد صلى الله عليه وسلم أن يعطي عيينة بن حصن ومن معه ثلث ثمار المدينة على أن يرجعوا، فقال السعدان يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه أم شيئا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به؟ أم شيئا تصنعه لنا؟ قال بل شيء نصنعه لكم. والله ما أصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة. فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم. فقال له سعد بن معاذ يا رسول الله قد كنا نجن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعا فحين أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ والله ما لنا بهذا من حاجة. والله ما نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم.
قال صلى الله عليه وسلم فأنت وذاك.
قال ابن عائذ وأقبل نوفل بن عبد الله بن المغيرة يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي نعيم على فرس له ليوثبه الخندق فوقع في الخندق فاندقت عنقه، فكبر ذلك على المشركين، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إنا نعطيكم الدية على أن تدفعوه إلينا فندفنه، وعن الزهري أنهم أعطوهم في ذلك عشرة ألاف درهم، فرد إليهم النبي صلى الله عليه وسلم إنه خبيث خبيث الدية، فلعنه الله ولعن ديته ولا نمنعكم أن تدفنوه ولا أرب لنا في ديته.
وقال ابن إسحاق وأقام عليه الصلاة والسلام وعدوهم يحاصرهم ولم يكن بينهم قتال إلا مراماة بالنبل لكن كان عمرو بن عبد ودّ العامري