ابن عائذ أن جبريل عليه السلام قال لمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم قم فشد عليك سلاحك فو الله لأذقنهم دق البيض على الصفا فبعث صلى الله تعالى عليه وسلم مناديا ينادي يا خيل الله اركبي وعند ابن سعد ثم سار إليهم في المسلمين وهم ثلاثة آلاف معهم ستة وثلاثون فرسا واستعمل ابن أم مكتوم على المدينة ولبس صلى الله تعالى عليه وسلم الدرع والمغفر والبيضة وأخذ قتادة بيده وتقلد القوس وركب فرسه اللحيف بفتح اللام وضمها وحاء مهملة كأمير وزبير ويروى بالجيم وبالخاء المعجمة والمعروف بالحاء المهملة قاله ابن الأثير. وللطبراني أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما أتى بني قريظة ركب على حمار له يقال له يعفور، فإن صحا فيمكن أنه ركب الفرس بعض الطريق والحمار بعضها وقدم عليا برايته فسار حتى لقيه فقال لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابيث، قال لم؟ أظنك سمعت منهم لي أذى؟ ! قال نعم. قال لو رأوني لم يقولوا شيئا. فلما دنا من حصونهم قال يا إخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟ قالوا يا أبا القاسم ما كنت جهولا. ومر بنا دحية بن خليفة على بغلة بيضاء. فقال ذلك جبريل بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم. ونزل عليه السلام بئرا من أبارهم يقال لها بئر أنا في الشامية بالضم وتخفيف النون وقيل بالفتح والتشديد، وقيل بموحدة بدل النون وقيل غير ذلك، قاله الزرقاني. وفي القاموس في مادة أنى الشيء ما نصه وأنا كهنا او كحتى أو بكسر النون المشددة بئر بالمدينة لبنى قريظة انتهى. فالإضافة بيانية والله أعلم.
ولما سار الناس وحانت العصر وهم في الطريق قال بعضهم لا نصلي إلا في بني قريظة، ولم يأتوا إلا بعد صلاة العشاء ولم يبالوا بخروج الوقت حملا للنهي على حقيقته. وقال بعضهم لم يرد منا إلا الإسراع إلى قريظة